فضيل بوماله ـ الموقف! الجنرال خالد نزار، "الحَمَل الوديع" والسعيد بوتفليقة،الخليفة المخلوع !
بواسطة 2019-04-30 00:00:02

فضيل بوماله
في التصريح الذي أدلى به اليوم لصحيفة "ابنه" الإلكترونية Algérie patriotique، قدم الجنرال خالد نفسه ك"حَمَل وديع Un mignon petit agneau". حمل يستمع لصوت الشعب ويحترم إرادته بل ويؤمن بتغيير النظام والانتقال بالجزائر إلى جمهورية ثانية. كلامه هذا حسب ما ورد على لسانه كان موجها للسعيد بوتفليقة الحاكم الفعلي منذ مرض عبد العزيز. و من خلال هذا التصريح على المقاس، يكشف خالد نزار مؤامرة السعيد الذي كان عازما حسبه على إقالة قائد الأركان أحمد ڨايد صالح وإعلان حالة الطواريء لكسر الثورة الشعبية السلمية و حماية "العائلة" ومسار العهدة الخامسة. وفي هذا الباب، يضيف خالد نزار، ما أشار به من نصيحة على السعيد بوتفليقة من عدم الإقدام على الخطوتين حماية للجيش من الانقسام و لسلمية حراك الشعب.
كل هذا الحديث صادر عن خالد نزار الذي ورط الجيش في مآسي وطنية متتالية، أحداث اكتوبر و وقف المسار الانتخابي والإطاحة بالشاذلي بن جديد واغتيال بوضياف و حرب أهلية ضروس ضد شعب بأكمله. نزار أو الجزار كما يسمى، يحاول من خلال شهادة الزور هذه أن يغرق اكثر الفاسد المفسد المسمى السعيد بوتفليقة من جهة ويغازل من جهة أخرى أحمد قايد صالح على اعتبار أنه لم يشجع عصبة الرئاسة على الاطاحة به. وفي الوقت نفسه،استغل نزار هذه الخرجة المحسوبة لمحاولة "تطهير " نفسه من دنس ماضيه وجرائمه مقدما نفسه على أنه ضحية المخابر الفرنسية من ناحية وأنه نظيف اليد وأبناءه من ناحية أخرى. والأهم في مراوغة نزار أنه قدم نفسه متعاطفا مع الشعب داعما له في مطالبه المشروعة في تغيير النظام وتغيير وجوهه.
حينما يتحدث "مجرم حرب" عن " رأس عصابة سياسية" باسم سلطة حاكمة فاعلم أن النظام يتكيف مع الوضع و يبحث عن طرائق لتجديد نفسه ولو بالتضحية المباشرة بأجزاء منه. وهو في حد ذاته تكتيك للالتفاف على ثورة الشعب البيضاء بمحاولة توجيه الصراع بين شعب بأكمله ونظام فاسد مجرم هدفه التغيير الجذري إلى صراع عصب وعصابات هدفها المشترك هو استمرار النظام وحماية مصالحها.
إن خالد نزار كما السعيد بوتفليقة(وكل العصب والعصابات) من الجنس نفسه والنظام نفسه ولن يستطيع أحد التلاعب بعقول الجزائريين كي يتعاطف مع هذا ضد ذاك في إطار تصفية حسابات شخصية أو محاولة التموقع من جديد. إن جزائر الشعب أعلنت قطيعتها مع النظام،كل النظام ولا يمكن للجزائر الجديدة أن تولد أو تتعايش مع دوائره وفلوله.

شوهد المقال 667 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك