رياض حاوي ـ خطاب القايد صالح يمكن فهمه من زاويتين:
بواسطة 2019-04-25 01:26:46

د.رياض حاوي
الأولى: القيادة العسكرية الحالية لها برنامجها في تحديث الدولة منذ 2015 ولذلك لا تريد ان تغير هذا البرنامج وتريد استكمال عملية "التطهير" وهو المصطلح الجديد في لغة القايد صالح ومن أعد له الخطاب
الثانية: هناك قوى انقلابية تريد ان تنقلب على الحراك الشعبي والقيادة لها بالمرصاد.. والحديث عن انقلاب ضد القيادة الحالية اصبح على كل لسان.. آخرهم زيتوت وهذا يدل على ان حتى الطبقة السياسية التي كانت لها مواقف حدية بدأت تدرك خطورة وتعقيد الوضع.. وهذا تطور مهم في خطاب الاخ زيتوت
الى حد هنا الخطاب مفهوم
لكن خريطة الطريق التي يقترحها الجيش من طرف واحد تبقى هي الاشكال الذي يعقد الوضع أكثر وأكثر من منظور سياسي..
المشكلة أن قيادة الجيش غرقت في المسار الدستوري وكان عليها ان تفعل الآليات في حينها قبل ان يتجاوزها الزمن وتصبح طريقا مسدودا.. وهذا ما حدث بالفعل
التحاور مع الطبقة السياسية من بعيد وفي اتجاه واحد يعكس اما توجس من الطبقة السياسية وعدم الرغبة في التواصل معها.. وبالتالي يفضل الجيش في هذه المرحلة تسيير الدولة بمنفذي الأوامر محدودي الصلاحية مثل بدوي وبن صالح.. او يعكس ان القيادة الحالية لا تزال متخوفة من تحركات العصابة وتفضل مزيدا من الوقت لتصفية الجيوب وكشف مزيد من المؤامرات
بالنسبة للحراك دون خريطة طريق سياسية تطمئن الطبقة السياسية والحراك الشعبي على مستقبل الانتقال الديمقراطي ستبقى لغة التوجس والخيفة سيدة الموقف
وعليه في تصوري هناك نقاط يجب ان نؤسس عليها
الحوار بين الطبقة السياسية والجيش مباشرة اصبح ضرورة وهو ما يبدو ان القيادة العسكرية تتجنبه.. والسياسيين عاجزين عن اقتراح آليات للتواصل.. في غالب الامر بسبب شكها في الطبقة السياسية وفي ولاءاتها وارتباطاتها بجيوب السعيد والتوفيق..
لكن هذا الحوار سياتي اليوم او غدا
الجيش كما قال لي أحد السياسيين هو الذي يملك مفتاح السيارة وعلينا ان نتعامل مع الموضوع على هذا الأساس..
ثانيا يجب ان تكون خريطة الطريق التي يتبناها الجيش واضحة.. لانه لحد الساحة نلاحظ ردات الفعل في بعض المواقف.. وخارطة الطريق يجب ان تتضمن تهدئة الشارع الشعبي.. للسماح للحلول السياسية بالتبلور
ثالثا: الجيش لا يزال يملك كثير من الاوراق في يده ويستطيع ان يتجاوز حالة الانسداد الراهنة... ولن يكون ذلك ممكنا دون فتح قنوات حوار مباشرة..
الا اذا كانت معطيات القيادة العسكرية ان خطر عودة العصابة ولو في ثوب جديد لا يزال قائما ويجب الحفاظ على هذا التوتر والتاهب الشعبي حتى يبقى الشعب في الشارع وتبقى العصابة محاصرة.. الا ان تفقد كل اوراقها..
ما انا متاكد منه على الأقل في حدود ما املكه من اتصالات مع الطبقة السياسية.. أن أغلبيتها على استعداد لمرافقة خطة الجيش وتفهم ظروفها.. بما فيها الحرص على نوع من الدستورية (في تقديري لم يعد لها معنى بسبب الاخلال بالمواعيد).. خاصة ان الأصوات الشاذة التي كانت تدفع للصدام مع المؤسسة العسكرية تم احتواءها وأصبحت اصواتا نشازا وحدثت بينها وبين الأغلبية قطيعة سياسية.
لكن تنفيذ خطة الجيش يجب ان يبدأ بحوار.. مع من يريد ان يركب في سيارة الاصلاح السياسي ومن يملك مفتاح السيارة..
قيادة الجيش يمكنها ايضا ان تقدم اشارات ايجابية بفرض بعض الاسماء التي تشكل صمام امام وتعطي للوضع انفراج ولو نسبي.. طالب الابراهيمي حمروش زروال بن بيتور الخ.. كممثلين سياسيين للجيش.. طالما ان القيادة الحالية لا تزال منكمشة على ذاتها ولا تريد التواصل..
في الأخير
التفكير من موقع عسكري يختلف عن التفكير من موقع سياسي
الموقع العسكري يغلب المعطيات الامنية التي يؤسس عليها تحركه وخطواته.. وهذا نتفهمه
الموقع السياسي يغلب المعطيات السياسية التي يؤسس عليها تحركه.. وهذا يجب ان تتفهمه القيادة العسكرية
ويجب ان يلتقي البعدان في نقطة ما
لكن متى وكيف؟
شوهد المقال 678 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك