فوزي سعد الله ـ ما الذي يجري في الجزائر....؟
بواسطة 2019-04-10 00:33:43

فوزي سعد الله
عدة مؤشرات تقول إننا بصدد هجوم مضاد لخلط الأوراق بإحداث فوضى وتفكيك التحالف بين الشعب والمؤسسة العسكرية.
مؤشرات الهجوم المضاد: تصريحات اويحي وولد عباس، على سبيل المثال، اللذين ما تجرآ على ما قالاه لولا أنهما يحظيان بدعم قوي، ربما جديد، قد يكون داخليا او خارجيا او الاثنين معا. بينما لم يتجرآ من قبل... يعني هناك وضع جديد أو معطيات جديدة لديهما.
القمع، من وجهة نظري، قراره لم تتخذه المؤسسة العسكرية، لانه يتناقض مع توجهاتها الأساسية حتى الان ومنذ بداية النزال في الشارع بين العُصب.
القرار تكون قد اتخذته جهات في الحكومة، وربما بضغوط من خارجها وبطبيعة الحال خارج المؤسسة العسكرية.
الغاية: احداث الفوضى. وضرب ثقة الشعب في الجيش حيث سارع بعض الراي العام مصدومًا الى استحضار السيناريو المصري واستنتاج دون بيّنة أن المؤسسة العسكرية وقيادتها الحالية خدعته وانها تتآمر عليه منذ البداية.
والحكمة، برأيي، عندما لا نفهم ما يجري ان نرجع الى البيت ريثما تتضح الصورة لتفويت الفرصة على المراهنين على احداث فوضى أمنية لتمرير مشاريعهم ولتفادي الخسائر والإصابات.
لماذا لم يحدث هذا إلا بعد تولي بن صالح رئاسة الدولة رسميا؟
بالمناسبة، بن صالح صلاحياته الدستورية محدودة جدا وقدرته على المناورة، في حال افترضنا سوء نواياه، ضعيفة جدا. فهو لا يقدر على اكثر من تصريف الأعمال وتنظيم الانتخابات الرئاسية تحت المراقبة الصارمة للجيش والشعب معًا.
معنى ذلك، إن مسار التوصل الى رئيس جمهورية منتخب ومحمي بالجيش قد انطلق ، ونجاحه كارثة على من تعلمون، لان الرئيس الجديد سيمتلك الصلاحيات والقوة للإصلاح والمحاسبة والعقاب، مع العلم ان الملفات جاهزة...
لذلك، بعد ان راهنت هذه الجماعات، التي اسميها عادة "تكتلات الفساد"، على خضوع الجيش لمطالب مدسوسة في اوساط المحتجين بإقالة الباءات وتبناها المحتجون خطأ، برأيي، من اجل إيقاع المؤسسة العسكرية في حالة تلبس بالخروج عن الدستور ثم الصراخ داخليا وخارجيا بانه انقلاب عسكري يقلب كل المعطيات رأسا على عقب وفي صالح التكتلات ومَن وراءها، بعد فشل هذا الرهان والتزام الجيش بالدستور متحملا عبء الانتقادات ضد الباءات وكلفة الشبهات بانه يخدع الشعب كاخف ضرر في سبيل التوجه الآمن الى رئاسيات حاسمة في اطار الدستور، انتقلت في ظل هذا الوضع الجديد التكلات الى سيناريو التعفين الأمني...
لان ترك مسار الرئاسيات، الذي تأكد قبل ساعات انطلاقه ، يشق طريقه بشكل آمن يعني القبول بالسقوط النهائي بنتيجة مؤلمة لهم وكارثية. فالمحاسبة في هذا الحالة لن يطول انتظارها اكثر من ثلاثة اشهر مثلما تنهار كل مشاريعهم السياسية والايديولوجية.
هذا التحرك الذي فاجأ الراي العام اليوم قد يكون فرصة اخيرة للتكلات المذكورة مستقويةً باليأس وربما بأوراق ضغط جديدة...
هذا برأيي ما حدث اليوم. وإذا صح كلامي، فإنني أتوقع كلمة من المؤسسة العسكرية للشعب خلال ساعات أو أيام بمجرد السيطرة على الهجوم المضاد.
وفي الأخير، أضيف بأن لا احد يضمن حتى الساعة عدم استقالة بن صالح لاحقًا، أو غيره من المرفوضين شعبيًا، طوعا أو إرغامًا بغطاء قانوني ودستوري.
كم لا يُستبعَد ان تحدث اعتقالات ردًّا على ما جرى مساء اليوم وتحسبًا للمستقبل القريب تأميناً لمسار الانتخابات الرئاسية التي إن تم النجاح في إنجازها دون نقائص وشبهات، ستكون انجازا إستراتيجيًا عظيمًا يفتح الطريق على مصراعيه أمام عهد جديد مهما كان شكل او عمق التغيير.
لكل ذلك، ليس من الحكمة التيه والغرق في التفاصيل على حساب الإستراتيجية ولا الوقوع في العناد بشأن مطالب حق قد يؤدي الاستعجال في تحقيقها إلى باطل ومشاكل جانبية اضافية نحن في غنى عنها الآن، لأن الرئيس ستكون لديه كل الصلاحيات الضرورية وبدعم شعبي وعسكري للإصلاح والمحاسبة والعقاب.
شوهد المقال 638 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك