نجيب بلخمير ـ غزوة ليزانفاليد وعهدة الخراب
بواسطة 2019-04-10 00:20:20

نجيب بلحمير
هنا في "ليزانفاليد" في ضيافة فرنسا، وتحت ظلال صورة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تقررت العهدة الرابعة في خرق صريح للدستور، كانت تلك الخطوة ذروة احتقار الجزائريين والإساءة إلى وطن الشهداء بإبقاء رئيس عاجز على رأس المؤسسة الدستورية الأولى لتترسم عهدة نهب الاقتصاد الوطني، ويسلم أمر البلد كله لما سمي بعد ذلك "القوى غير الدستورية" التي لم تكن سوى الجماعات التي حكمت باسم رئيس مريض وعاجز.
لقد جاءت الثورة الشعبية السلمية كخلاصة منطقية لتهالك الدولة الذي نجم عن هذه الخطيئة التاريخية، ولا يمكن اليوم فصل محاولة فرض العهدة الخامسة عن الخيار الانتحاري الذي مثلته العهدة الرابعة والذي بدأنا نكتشف عواقبه الوخيمة على الأصعدة كافة، كما أنه لا يمكن فصل الاستغلال الميكيافيلي للدستور الذي تم الدوس عليه مرات كثيرة، أهمها العهدة الرابعة التي كانت غير دستورية وغير شرعية، لا يمكن فصل هذا الاستغلال للدستور اليوم لتبرير إجهاض ثورة الشعب الجزائري وسعيه إلى تغيير النظام عن مشروع الخامسة الذي يتولى كبره اليوم بن صالح وبدوي وحكومته وبرعاية السلطة الفعلية التي فرضت العهدة الرابعة مثلما فرضت كل ما سبقها من عهدات وضعت الجزائر على حافة الهاوية.
عندما أسمع أساطير التطهير، والغزوات الوهمية للقضاء على النفوذ الفرنسي تقفز إلى ذهني هذه الصورة فأقول لعل الغزوة الكبرى ضد فرنسا انطلقت من عقر دارها، ومن المركز الذي يقضي فيه محاربوها وكبار عسكرييها فترات نقاهتهم.
شوهد المقال 712 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك