وليد عبد الحي - خيال البيئة الرخوة
بواسطة 2015-09-15 23:13:23

أ.د. وليد عبد الحي
في ظل حالة الخواء العربي التام ، هل سيتم استنساخ تجربة " الود والترحاب " باللاجئين السوريين في أوروبا بود وترحاب مقابل بسكان الضفة الغربية والجليل في " أوروبا والدول المجاورة " خلال السنوات الخمس القادمة؟ ازعم أن العقل الصهيوني يفكر في الأمر وسينظر له ك " بروفة"، بينما العقل العربي سيرى في ذلك خيالا...
ولكن ألم يكن الصلح مع إسرائيل في الفترة من 1948-1977 خيالا بل وابعد من الخيال وأصبح حقيقة بل وأملا للبعض وموض ع مشاريع مشتركة؟ ولو أن أحدا قال عام 1980 سيأتي يوم تُدمر فيه العراق وسوريا واليمن وليبيا تدميرا كاملا وفي نفس العام..ألا ينظر لذلك حينها على انه خيال؟ ومن كان يتخيل أن الطائرات الحربية من كل نوع ومن كل القارات تحلق في الأجواء السورية بلا حسيب ولا رقيب؟ ومن كان يتخيل أن قرى " قطر" و " البحرين" سترسل جيوشا لتحارب خارج حدودها؟ من كان يصدق أن آمال الوحدة العربية انتهت لتقسيم جديد؟ ومن كان يتخيل أن يستيقظ التاريخ ليشعل نار السنة والشيعة، والمسلم والمسيحي؟ ومن كان يتخيل أن الوهابية ستقود الأمة العربية مزهوة بالطائرات والقواعد الأمريكية، ومن كان يصدق أن "مفكري التنوير" سيقفوا كتفا إلى كتف مع " شيوخ كانوا يعتبرونهم أئمة الظلامية " لأنهم غرقوا جميعا في مستنقعات العسل...بيئة رخوة تسمح للخيال أن يُجَنح إلى ابعد الحدود ، والعقل الصهيوني عقل مبدع في الخيال..فانتظروه إنه قادم....ربما صغيرة هذه المرة .
شوهد المقال 1443 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك