وليد عبد الحي - الكسندر دوغين وسوريا
بواسطة 2015-09-10 23:14:37

أ.د. وليد عبد الحي
أشرت غير مرة إلى ضرورة اطلاع المفكرين والمثقفين والسياسيين العرب على كتابات المفكر الروسي الكسندر دوغين الذي يمثل "العقل الاستراتيجي" للرئيس بوتين. ويمكن التعرف على الخطوات المستقبلية للموقف الروسي من متابعة تصورات هذا المفكر ( بدلا من الشتم واجترار المواقف التي لا تفيد في وعي المواقف المختلفة لأطراف الأزمة السورية)، وفي ظل تواتر الانباء عن تدخل روسي تدريجي في الازمة السورية وصل الآن لمرحلة نقل القوات الروسية للاراضي السورية ولو بمستويات محدودة حتى الآن..
في مثل هذا اليوم قبل عامين تماما قال ألكسندر دوغين عن تصوره للأزمة السورية ما يلي (وسأنقل ما قاله حرفيا):
1- الصراع في المنطقة غرب آسيا هو صراع بين " القوى البرية " ممثلة في روسيا والصين وبين القوى البحرية ممثلة في الولايات المتحدة، وهذا الصراع الجيوسياسي والجيواستراتيجي صراع متجدد، وكانت آخر مراحله الأولى هو هزيمة القوة البرية ممثلة في الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات
2- شكل وصول بوتين للسلطة إعادة للهوية الجيوسياسية لروسيا كقوة برية وبدء جولة جديدة من الصراع بين القوى البرية والقوى البحرية
3- مرت المرحلة الحالية الجديدة من الصراع الجيواستراتيجي بين القوة البرية والقوة البحرية بثلاث خطوات:
أ- من 1999-2009 الحرب الشيشانية ، والتي دعم فيه الغرب والسعودية واسرائيل القوى الشيشانية المعادية لروسيا والساعية للانفصال كمقدمة لتمزيق روسيا، ولكن القوة البرية انتصرت في هذه المعركة
ب- عام 2008 خلال الأزمة الجورجية دعم الغرب سكاشفيلي في موضوع اوسيتيا الجنوبية، مما دفع روسيا للتدخل الحاسم وتحقيق الانتصار الثاني
ت- المرحلة الثالثة هي المرحلة السورية التي لا بد لبوتين من الوقوف فيها إلى جانب سوريا ، لأن التخلي عن الاسد يعني " الانتحار الجيوسياسي لروسيا " ، والازمة السورية هي المعركة الكبرى بين القوى البرية والقوى البحرية والتي يجب أن تنتهي بتعدد قطبي واقرار امريكي بهذه البنية للنظام الدولي.
ث- ليس هناك أي حل تفاوضي للأزمة السورية بين القوى البرية والبحرية ، والحرب هي الطريقة الوحيدة للجم التغلغل الأمريكي.
4- تواجه روسيا مشكلتين هما:
أ- ان النخبة السياسية الروسية وبخاصة المحيطة ببوتين أقل حماسا لهذه المواجهة وأكثر ميلا لعدم التدخل الروسي في الازمة السورية.
ب- أن الشعب الروسي رغم تاييده الكبير لقيادة بوتين فإن المواجهة قد تؤثر على بعض جوانب حياته بشكل يجعله أقل حماسا لمزيد من الانغماس في الازمة السورية.
5- مشكلة الولايات المتحدة ان القرار الاستراتيجي في روسيا هو بيد لاعب واحد هو " بوتين"، اما في الولايات المتحدة فالقرار بيد عدد كبير من اللاعبين ضمن بيروقراطية حكومية واسعة( رأي عام، كونجرس، أحزاب، ..الخ)
6- ليس أمام روسيا إلا بناء شبكة تحالفات مع قوى المنطقة، لان سقوط سوريا يعني انتقال المعركة لاسقاط إيران ، والزحف مجددا نحو الجوار القريب لروسيا أي "للعنق الروسي والكتف الصيني"، وهو ما يدفع هذه القوى للتحالف.
هذه رؤية دوغين أنقلها بمنتهى الأمانة ، تاركا تحليل دلالاتها لكل من يريد أن يفهم .
شوهد المقال 2814 مرة
التعليقات (1 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك