حميد بوحبيب - في ذكرى اغتيال الرفيق تروتسكي [ ما معنى أن تكون تروتسكيا سنة 2015 ؟ ]
بواسطة 2015-08-21 00:55:53

د.حميد بوحبيب
اليوم بالتمام تمضي 75 سنة على اغتيال الرفيق تروتسكي على يد أزلام ستالين ... [ 20 أوت 1940] ... فهل تبقى شيء من ميراث النبي الملعون ...؟
في البداية ، في زمن ماركس و إنجلز ، كانت التسمية الشائعة هي " الاشتراكيون" ... و هي التسمية التي هيمنت على الأممية الأولى ... بالطبع كان لابد من تمييز الاشتراكية الطوباوية الحالمة ، من الاشتراكية العلمية التي تتبنى المادية التاريخية و المادية الجدلية ، فضلا عن الثورة البروليتارية ... لاحقا ... تراجع التيار الديمقراطي الاجتماعي عن فكرة الثورة ، و اكتفى بشعارات إصلاحية ...فكان لابد من تبني تسمية مغايرة كي يتضح الفرق بين من يريد نسف النظام الرأسمالي و من يريد ترميمه .. فجاءت تسمية " الشيوعيون " ... و هي التسمية التي ستهيمن على خطابات الأممية الثانية و الثالثة في عهد لينين .. و بعد انتصار ثورة أكتوبر ، عرف الشيوعيون باسم " البلاشفة" ، تمجيدا للتيار الثوري في صفوف حزب العمال الاجتماعي الديمقراطي ، الذي سيتحول لاحقا إلى ما عرف بالحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي ... و بعد وفاة لينين و استيلاء ستالين على السلطة ، بدأت الانحرافات الإيديولوجية الكبرى ، تمهيدا لسلطة البيروقراطية و اغتيال إرادة العمال ... فكان لابد من تيار جديد يحمل جذوة الثورة الراديكالية ، فجاءت تسمية " الشيوعيون الثوريون" الذين رفضوا فكرة الاشتراكية في بلد واحد [ التي دعا إليها ستالين] ... و الشيوعيون الثوريون بقيادة تروتسكي هم الذين سيدعون إلى فكرة الثورة المستمرة و يؤسسون الأممية الرابعة... و بعد اغتيال تروتسكي في المكسيك على يد مخابرات ستالين ، تبنى الشيوعيون الثوريون تسمية " التروتسكيون" تخليدا لذكرى الرفيق الملهم و المعلم الأكبر ... و بقيت التسمية تستمد شرعيتها من استمرار الحكم الستاليني البيروقراطي المتعفن ... و استمر أنصار اليسار المتشدد [الراديكالي] ينتسبون إلى تروتسكي و ميراث الثورة البلشفية قبل تشويهها ... و على هذا الأساس وجد في الجزائر رفاق أحرار ، عملوا على التحرر من الرؤية الستالينة التي تبناها حزب الطليعة الاشتراكية [ الباكس] ... و أسسوا في البداية المنظمة الثورية للعمال ، و المنظمة الاشتراكية للعمال ... ثم الفوج الشيوعي الثوري ، الذي سيتحول لاحقا إلى [ حزب العمال الاشتراكي ] ... و بقينا نعرف أنفسنا على أننا تروتسكيين ، تمييزا لنا عن الستالينيين ... و لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، و سقوط جدار برلين ... لم يبق مبرر للتسمية [ تروتسكيين] ... أقول لم يبق مبرر للتسمية بالذات ، لأننا كنا تروتسكيين ضد ستالين و أتباعه ... أما بعد انهيار الستالينية ، فألحرى أن نعود على التسمية الأم ... نحن شيوعيون ثوريون ...
أن تكون تروتسكيا اليوم تعني باختصار :
ـ أن تكون ضد الامبريالية ، ضد الرأسمالية من الأساس[ و ليس فقط ضد الليبرالية المتوحشة] لأن القول بأنك ضد الليبرالية المتوحشة ، يعني ضمني أنك مع الليبرالية المعتدلة.
ـ أن تكون ضد كافة أشكال الهيمنة على الشعوب ، و بالتالي أن تكون مع حق تقرير المصير لجميع الشعوب المقهورة في العالم ، و أن تساند القضايا العادلة بصرف النظر عن العرق و الطائفة و الدين و اللغة ...
ـ أن تساند جميع أشكال المقاومة الشعبية العمالية : إضرابات ، احتجاجات ، تجمعات، مظاهرات ... ضد سياسات التقشف و التهميش والاستغلال..
ـ أن تتبنى فكرة الثورة الدائمة التي لا تستكين و لا تراوغ و لا تساوم ... ثورة تلغي المجتمع الطبقي و ما ينجر عنه من مآسي و مظالم ...
ـ أن تقف إلى جانب المضطهدين و الأقليات المسحوقة ، و إلى جانب المهمشين المنبوذين في مجتمعاتهم .
ـ أن تقف إلى جانب جميع أشكال التعددية الثقافية و اللغوية و الدينية ... و تساند حقوق الإنسان في أرقى أشكالها الإنسانية .

شوهد المقال 1662 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك