وليد عبد الحي - الشرق الأوسط 2020
بواسطة 2015-08-20 01:15:06

أ.د.وليد عبد الحي
تحت عنوان Middle East 2020:Shaped by or shaper of Global Trends" " نشر Atlantic Council دراسة للباحث Mathew J. Burrows في اغسطس 2014، يحاول فيها رسم ملامح الشرق الاوسط ومدى تأثير الاتجاهات العالمية على مستقبله.
ويشير الباحث إلى ان التنبؤ بالمدى الطويل في الشرق الاوسط قد يتضمن مسحة من التفاؤل لكن التركيز على المدى المتوسط والقصير(5-10 سنوات) وهو الذي يعتني به صناع القرار في المنطقة لا يبدو كذلك. ويستند البحث لفرضية مؤداها ان التطور الاقتصادي هو الذي يقود للتطور السياسي في كل أقاليم العالم إلا في الشرق الاوسط حيث تكون المعادلة معكوسة، أي ان التطور الاقتصادي يشترط مسبقا تحقيق تطور سياسي.
وطبقا للدراسة فإن المنطقة ستبقى غارقة في الاضطرابات المذهبية والنزعة السلطوية الجديدة لفترة تتراوح بين 6-9 سنوات قادمة ، أي حتى 2021-2024، رغم أن الاتفاق الإيراني النووي قد يعزز احتمالات التفاؤل بعض الشيء بتخفيف الاحتقان الطائفي(طبقا للدراسة)، وحتى لو هدأ التوتر الطائفي فإن الدراسة تتنبأ " بنمط سلطوي جديد" في الانظمة السياسية بخاصة في مصر، وأن السمة الأكثر وضوحا في مثل هذه الانظمة وبخاصة المدعومة من الطبقة الوسطى هي " تغليب الاستقرار على الديمقراطية".
وتنبه الدراسة أن العالم سيتشكل –بقدر ما- بفعل الاتجاهات التي ستسود في الشرق الاوسط ، وتقول الدراسة تحديدا (The Middle East is not just being shaped by global trends, but will most likely determine whether the rest of the world has a good or bad future)
وتتسق الدراسة في توجهها الرئيسي مع أغلب الدراسات باحتمالات استمرار إيران في تحسين مركزها الإقليمي والدولي بينما سيؤدي تخلخل " نظام الدولة" العربي إلى مزيد من الاضطراب، لكن إيران ستكون أحد القوى المركزية في تحديد شكل المنطقة خلال العشرية القادمة.
ويلمح الباحث إلى ان مكانة الشرق الاوسط ستتراجع بفعل تراجع اهمية النفط العربي للولايات المتحدة، وبفعل تلكؤ النمو الاقتصادي في المنطقة والذي لن يتجاوز في احسن أحواله 4,6%، كما أن اسعار النفط ستؤدي لتفاقم العجز الاقتصادي وتنامي البطالة في مجتمعات شابة أصلا وذات نزعة استهلاكية عالية تظهرها مؤشرات التجارة عبر الإنترنت والذي يصل سنويا في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 15 مليار دولار ويتزايد سنويا بمعدل 45%.
ويتناول التقرير تأثير وسائل التواصل الاجتماعي (حيث تحتل إيران المرتبة الاولى تليها السعودية وبمعدلات تفوق المعدلات العالمية).
ويشير الباحث إلى تأثيرات التغيرات المناخية على المنطقة،( النقص الحاد في الموارد المائية مع احتمالات عالية بمزيد من الشح في الموارد المائية قد يصل إلى ما بين 80-100 مليون نسمة )،كما أن ارتفاع اسعار المواد الغذائية سيزيد الامور تفاقما.
ويتوقع التقرير بعض الازمات في ميدان الطاقة نتيجة تزايد الاستهلاك، ويتنبأ بان السعودية ستتحول لدولة مستوردة للنفط عام 2037(صفحة 8).
وترى الدراسة ان تنظيم الدولة الاسلامية(داعش) لم يعد جذابا لقطاع متزايد من السُنة العرب، ناهيك عن توترات قد تنشأ في الاردن بخصوص الوجود الفلسطيني.
وتوحي الدراسة أن التعاون التركي الإسرائيلي سيتزايد بطريقة ضمنية.
شوهد المقال 1685 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك