البحرين : ثورة الجزائر استمرت 132 سنة فكم ستستمر ثورة البحرين .

ـ النظام البحريني نظام غبي مادام يعتقد أنه بوسعه أن يُقبر ثورة الشعب وإلى الأبد ، فهو حقا يستطيع إجهاضها اليوم ، ويستطيع إجهاضها غدا ، ويستطيع إجهاضها بعد غد ، ولكن كلما أجهضها كلما عادت من جديد لتعبر عن نفسها في محاولة للنصر ولو بعد حين ..
إن الثورة البحرينية تشبه إلى حد كبير ثورة الجزائر المباركة ، فعندما دخلت فرنسا إلى الجزائر عام 1830 اتبعت نفس الأساليب التي يتبعها النظام البحريني المحتل اليوم ، في محاولة منه لطمس الهوية الجزائرية ، ولذلك فقد سارع إلى تشجيع المعمرين على القدوم إلى الجزائر لخلخلة نسيجها الاجتماعي حتى ولو كان هؤلاء المعمرين من حثالة الدول الأوربية المهم بالنسبة للاستعمار الأوربي هو إحداث نوع من التوازن بين السكان الأصليين والغزاة ، هذه الفكرة ذاتها هي التي يشتغل عليها النظام البحريني اليوم من خلال تشجيع التجنيس ، أو بالأصح تشجيع المعمرين من أجل إحداث نوع من التوازن بين السكان الأصليين والسكان الوافدين .
الثورة الجزائرية واجهت الاستعمار حسب إمكانياتها ، من خلال ثورات متقطعة بدأت بمقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري والأمير عبد القادر في الغرب الجزائري ، لكن فرنسا نجحت في إجهاض هاتين الثورتين المباركتين ، فإنتظر الشعب الجزائري سنوات ليبدأ سلسلة من الثورات الأخرى منها ثورة الزعاطشة وثورة الشيخ بوعمامة ، وثورة المقراني وثورة الشيخ الحداد وثورة فاطمة لالة نسومر وغيرها من الثورات التي اشتعلت هنا وهناك ، ومع ذلك فإن الجبروت الاستعماري الفرنسي نجح في إجهاضها دون حاجة للإستعانة بقوات الحلف الأطلسي ولا بقوات درع الجزيرة ، فهل استسلم الجزائريون وفرطوا في أرضهم وتاريخهم ؟؟
لقد توقف النضال المسلح وانطلق النضال السياسي ، مع مطلع القرن العشرين ، ولم يحقق هذا النضال نتائج ملموسة مباشرة الأمر ربما الذي جعل البعض مع الوقت يؤمن أنه ليس بوسع الجزائريين الانتصار على فرنسا ، خاصة بعد أن اقدمت هذه الأخيرة على اعتبار الجزائر قطعة من فرنسا وقد لجأت حتى إلى علماء الجيولوجيا للبرهنة العلمية على أن الجزائر كانت جزء من فرنسا قبل أن تنفصل عنها من خلال العوامل الجيولوجية التي تسببت في الإنكسارات الأرضية والتي نجم عنها ظهور البحر الأبيض المتوسط .
النضال السياسي مهم ومهم جدا ، فهو الذي رسخ للوعي وأكد أن الجزائر لايمكن أن تنسلخ عن عروبتها وعن إسلامها ، وهذا النضال السياسي هو الذي دفع بالجزائريين للخروج يوم 08 ماي 1945 في عديد ولايات الشرق الجزائري في مظاهرات صاخبة للمطالبة بالحرية ، ولكن القمع الفرنسي تسبب في مقتل ما لايقل عن 45 ألف جزائري في هذه المظاهرات / فأين 45 ألف من 45 شخصا الذين قتلهم الإستعمار البحريني على أرض آوال ؟؟
ورغم كل هذه المجازر إلا أن الشعب الجزائري تمكن من الإنطلاق في واحدة من أكبر ثورات هذا العصر يوم 01 نوفمبر ضد الإستعمار ، وهذا هو قدر الثورة البحرينية ، إنه سيتم إجهاضها ألف مرة ، وسوف تعاود التعبير عن نفسها ألف مرة ، ولكن قدرها في النهاية هو النصر ، لأن الأمر لا يتعلق فقط بمطالب إجتماعية أو اقتصادية يكفي توفيرها للإلغاء هذه الثورة ، إن الأمر يتعلق بقضية وجود ، ويتعلق بحق مغنصب من اصحابه ويجب أن يعود ، ومهما تنازل النظام البحريني اليوم عن صلاحياته وعن قمعه وعن بعض إمتيازاته ، فإن ذلك لن يكفي لأنه مطالب بالرحيل عن الأرض التي إغتصبها أجداده وآباؤه من أهلها الأصليين ، ومصير هذا الإستعمار سيكون الرحيل بدون رجعة ليس بالضرورة اليوم أو غدا أو الذي بعده ، ولكنه في النهخاية سيرحل ، وواجب الشعب البحريني اليوم أن يظل يطالب برحيل هذا النظام حتى وإن عجز عن ترحيله لأن التاريخ وحده كفيل بصفع هذه العائلة المجرمة كما صفع ذات يوم فرنسا التي طالما قالت لأبناء الجزائر في مقرراتها المدرسية أحبوا أمكم الجديدة فرنسا .
ف. لطفي
شوهد المقال 5942 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك