نجيب بلحيمر - عن هراء هولاند قول هولاند، وفعل فرنسا
بواسطة 2015-06-15 23:20:23

نجيب بلحيمر
تحدث هولاند بعد وصوله إلى الجزائر عن الصداقة والتعاون، لكنه كان أكثر دقة ووضوحا وهو يتناول قضية الأمن في الساحل، أكد مجدد أن الإرهاب عدو مشترك للجزائر وفرنسا، وشكر الجهد الدبلوماسي الذي تبذله الجزائر من أجل تأمين المنطقة.
كل هذا لا يتجاوز حدود العموميات، لا تفاصيل، ربما تناقش التفاصيل مع المسؤولين، لكن حتى على المستوى الرسمي نشعر ببعض التململ من سياسات فرنسا في منطقة الساحل، سنذكر مرة أخرى بتدخل المخابرات الفرنسية لتحرير الرهائن بدفع الفدية، وسنذكر دور باريس في دفع حكام مالي إلى مواقف أكثر تشددا من قضية الشمال، سياسات خربت كثيرا من الجهود الجزائرية لتأمين المنطقة.
من المفيد أيضا أن نقول بأن فرنسا تدخلت عسكريا في ليبيا، ولعبت دورا حاسما في إسقاط نظام القذافي، وتركت البلاد فريسة للفوضى، ونهبا للمسلحين، وقد فعلت كل هذا ضد إرادة الجزائر، وهي الآن تدفعها لتحمل القسط الأكبر من ثمن انهيار الدولة في ليبيا، وقد سمعنا أصواتا تتحدث عن ضغط كبير تمارسه فرنسا على الجزائر بخصوص تسيير الملفات الأمنية في الساحل وليبيا، وعن خطط فرنسية لاستعمال الجيش الجزائري في إصلاح ما أفسده الحلف الأطلسي في ليبيا.
الكلام الدبلوماسي الذي يتردد على لسان كل مسؤول فرنسي يزور الجزائر لا يعكس حقيقة العلاقات بين البلدين، ففرنسا الرسمية ورثت القوة الاستعمارية التي احتلت المنطقة لفترات طويلة، وهي تتصرف اليوم مع هذه الدول وكأنها حديقتها الخلفية، والجزائر تريد أن تلعب دورها الذي يرسمه موقعها وما تملكه من مصادر القوة، وجزء من سياسة فرنسا في شمال إفريقيا والساحل يقوم على تحجيم دور الجزائر، وهذه الحقيقة الكبرى التي يجب أن تبنى عليها السياسة الإقليمية للجزائر.
لهولاند أن يقول ما يشاء، لكن على الجزائريين أن ينطلقوا من واقعهم ومصالحهم، فمستقبلنا يكمن في بناء سياسات أكثر استقلالية عن القوى الكبرى التي تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة، وتوسيعه.
صوت الأحرار الجزائرية
شوهد المقال 1896 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك