نجيب بلحيمر - شاشتنا التي نرفض الالتفات إليها الخطر كامن فينا
بواسطة 2015-06-09 15:58:26

نجيب بلحيمر
الحديث عن نشر خمسين ألف جندي، وحالة تأهب أمني لمواجهة الخطر الذي يمثله تنظيم داعش، الذي بدأ في تثبيت مواقع له في ليبيا، يثير حالة من الخوف، وقد جاءت المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام عن إحباط مخطط للهجوم على مطارين، لتؤكد أن ما يجري في محيطنا المباشر يمثل تهديدا جديا لأمننا واستقرار بلدنا.
قبل شهور من الآن كان الحديث عن خطر داعش يثير سخرية كثير من الواثقين في قدرة السلطات على التحكم في الوضع، وفي أغلب الأحيان ينسى هؤلاء المقولات التي رددها المسؤولون المصريون، والليبيون، والسوريون، مع بداية تحرك الاحتجاجات في بلدانهم، لقد ردد الجميع عبارة "نحن لسنا مثل الآخرين"، سمعنا عبارة "مصر ليست تونس"، وعبارة "ليبيا ليست تونس"، وأيضا عبارة "سوريا ليست تونس ولا ليبيا" وانتهى الأمر بتشابه كبير في الأوضاع والمآلات.
هنا سمعنا ما هو أكثر وضوحا وإصرارا "الجزائر تمثل الاستثناء، وربيعنا عشناه في سنة 1988"، وهذا يؤكد مرة أخرى أن آفة النسيان انتشرت مثل الوباء، فالقضية لا تتعلق بتماثل الأوضاع، بل بكون الجهة التي تحرك وتسعى هي واحدة، والمخطط يكاد يشمل الجميع، وهو مخطط يستفيد من الثغرات التي أحدثتها سياسات العقود الماضية في جدار وحدتنا الوطنية، فالقوى التي تعيد صياغة التوازنات تراقب ما يجري في مجتمعاتنا عن كثب، وهي تعرف أي السبل تؤدي إلى داخلنا وتفاصيلنا الأكثر هشاشة.
قد نرسل خمسين ألف جندي إلى الحدود مع ليبيا لمنع تسرب السلاح والإرهابيين عبر الحدود، لكن ماذا فعلنا من أجل وقف هذه المواجهات التي لا تنتهي في غرداية والتي كانت آخرها يوم الجمعة وخلفت عشرات الجرحى؟ وماذا فعلنا لتحقيق الحد الأدنى من الإجماع والتوافق على تأمين وحدة البلد وانسجام المجتمع؟ وأي الخطط تم وضعها للتحكم في الآثار الاقتصادية المدمرة لانهيار أسعار النفط التي يتوقع الخبراء أن تستمر لسنوات؟
الخطر كامن في كل تفاصيل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو يهددنا في كل لحظة بالفناء، وما يجري خلف الحدود لا نتحكم فيه، لكن أفضل طريقة لمواجهته ستكون تحصين جدارنا الوطني وجعله عصيا على التداعي تحت وطأة خطط التفتيت، وعمليات إعادة رسم الخرائط.
شوهد المقال 1166 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك