صحيفة الوطن الجزائري : وليد عبد الحي - بريطانيا والاتحاد الأوروبي وليد عبد الحي - بريطانيا والاتحاد الأوروبي ================================================================================ randi on 01:45 12.05.2015 أ.ذ. وليد عبد الحي اعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اجراء استفتاء بخصوص علاقة بلاده مع الاتحاد الاوروبي(البقاء أو الانسحاب) في نهاية عام 2017، أمر له انعكاساته على أوروبا بكل تأكيد..ورغم أن نسبة التوجهات في الرأي العام البريطاني متقاربة بشكل كبير، إلا ان مجموعة من العوامل تدفع نحو تعزيز جبهة المطالبين بالبقاء رغم الخلافات البريطانية مع الاتحاد الأوروبي بخصوص عدم الانضمام لليورو، اتفاقية الشنجن، موضوعات الحقوق الاساسية والاجتماعية، والتعاون الأمني والقضائي..وهو ما يجعل من بريطانيا عضوا " اقرب للضيف" في الاتحاد، ناهيك عن ان الإرث الديغولي لم يتوارى تماما تجاه الدور البريطاني في اوروبا،كما أن أوزار انضمام الدول الأوروبية الشرقية للاتحاد أصبح مقلقا لبريطانيا لا سيما مع وصول مئات الألوف من مهاجرينها. لكن عوامل مقابلة تساهم في دفع لندن للبقاء في الاتحاد: 1- وجود كتلة مجتمعية تقارب ال 50% تؤيد البقاء 2- الرغبة الالمانية الشديدة في بقاء بريطانيا ، لأن انسحابها يعني تزايد الأعباء على المانيا بخصوص الميزانية التي تشارك فيها بريطانيا بحوالي 8 مليارات يورو ، ومساندة الدول الاوروبية المتعثرة بخاصة كما جرت بعد انعكاسات الأزمة الدولية عام 2008 3- رغبة الولايات المتحدة في بقاء بريطانيا كأداة تساهم في "تكييف " قرارات الاتحاد بشكل أقرب للرغبات الأمريكية 4- ولعل الإعلان البريطاني عن الاستفتاء-الذي لا يؤيده العمال ولا الليبراليون الديمقراطيون- هو محاولة بريطانية لتحسين موقف بريطانيا التفاوضي مع الاتحاد بخصوص عدد من الموضوعات لا سيما الهجرة 5- أن الانسحاب قد يؤثر على الاقتصاد البريطاني لاسيما ان حجم التجارة بين بريطانيا والاتحاد يصل إلى حوالي 400 مليار جنيه استرليني، كما أن الكثير من الشركات الاجنبية تأتي لبريطاني لتعبر منها للسوق الأوروبية الواسعة في بقية ال27 دولة إلى جانب بريطانيا. ربما يكون المخرج نوعا من العضوية غير الكاملة من قبيل " الشراكة " في قطاعات معينة...لكن خروج بريطانيا سيمثل الفشل الأكبر لكل نظريات التكامل الوظيفية قديمها وجديدها ..رغم أنني من تلاميذ هذه النظريات في هذا الجانب تحديدا .