وليد عبد الحي - المغرب: من الداخل
بواسطة 2015-05-08 00:25:37

أ.د. وليد عبد الحي
كتاب لست متأكدا من صحة ما ورد فيه من معلومات...لأن بعضها " تشيب له سود النواصي" ، إنه كتاب " الملك المفترس" Le roi pre'dateur الذي ألفه أريك لوران (الذي سبق له أن كتب مذكرات الملك الحسن الثاني ملك المغرب وعايش الاسرة المغربية الحاكمة فترة كافية)، ومعه الكاتبة في الصحيفة الاسبوعية لوجورنال السيدة كاترين غراسيي والتي سبق لها أن وضعت كتاب(حاكمة قرطاج) gouverneur de Carthage الخاص بزوجة الرئيس التونسي المخلوع بن علي..
.يتناول كتاب الملك المفترس حياة ملك المغرب الحالي محمد السادس منذ توليه العرش عام 1999 وحتى عام 2012، ويستعرض في حوالي 171 صفحة حياة الملك مستندا لمشاهدات المؤلفين وشهادات حوالي اربعين شخصية مغربية من الداخل والخارج، ومنهم من الحاشية وآخرون من الخبراء والسياسيين.
عناوين الكتاب تشي بمضامينه، الفصل الاول عنوانه "ملك من ذهب" يتحدث فيه عن ثروة الملك والتي جعلته يحتل المرتبة السابعة عالميا في بلد فيه 18,1% من السكان يصنفون في خانة الفقر علما أنه اعلن نفسه "ملكا للفقراء"( صفحة 10) وأن راتبه يساوي ضعف راتب الرئيس الامريكي والرئيس الفرنسي(صفحة 14) وله 12 قصرا و 30 مقر اقامة يعمل فيها 1200 موظفا ينفقون حوالي مليون دولار يوميا، وينفق ثلاثة ملايين دولار سنويا ثمنا لملابسه، وقيمة نفقات القصر تعادل ميزانية اربع وزارات( صفحة 22)، ويروي الكاتب القصة التالية التي كان قد كتبها في كتاب سابق عن والد الملك : ( اسرتي العلوية هاجروا من العربية السعودية وقدموا إلى منطقة تافيلالت بالمغرب ولم يكن لهم نفوذ كبير، وفي احدى السنوات جاءت اسراب الجراد فأتلفت المحاصيل، فغضب الناس واكثروا من الدعاء ولكن الجراد عاد في الموسم المقبل، فلجأ الناس إلى أجدادي لكونهم اشرافا من سلالة الرسول عليه السلام، وطلبوا منهم أخذ زمام السلطة ففعلوا،..سكت قليلا ثم اضاف ووجهه مبتهج " فتوقفت غارات الجراد لحسن الحظ"(صفحة 29).
ويستغرق الحديث عن الملك الحسن الثاني جزءا غير قليل من الكتاب(حتى صفحة 38)، ويتناول الكتاب الكيفية التي تم فيها التخلص من رجال الأب وبخاصة إدريس البصري(وزير داخلية الحسن الثاني القوي)، ويكشف الكتاب –طبقا لرواية المؤلف- الإحن بين رجال القصر وأحابيلهم المتبادلة(46-49)..وعلاقات الملك مع رجال الخليج(صفحة 49-50)،كما يتناول الكتاب الصراع مع القاعدة والتنظيمات السلفية (حتى صفحة 60).
ويتابع الكاتب رصد العلاقات الفرنسية المغربية ودور الشركات والعلاقات المريبة وأدوار الشخصيات في نسج هذه العلاقات وتوترها أحيانا(حتى صفحة 73)، ويفرد الكاتب فصلا لشخصية محورية هي خالد الودغيري (رجل مصرفي) وكيف لعب ادوارا في دمج بنوك معينة بل وتنقله بين مناصب عليا من بنوك المغرب إلى بنوك السعودية ليعود بعدها لفرنسا لينتهي بحكم قضائي غيابي لمدة 15 سنة( حتى صفحة 88)، لتبدا قصة رجل آخر هو انس الصفريوي وهو كما يصفه الكاتب ثاني اغنياء المغرب بعد الملك( صفحة 90) ومن أكبر العاملين في قطاع العقارات. ثم يستعرض الكتاب توظيف شركات الدولة لدعم شركات الملك، ويستعرض الكاتب كيف قام الملك بطرح أحد المسؤولين واسمه منير المجيدي على الارض أثناء مناقشة حول وضع شركة "أونا"، وبدا بضربه ، وكيف ضرب وبصق على احد المستشارين(محمد المعتصم) مما دفع الرجل لمحاولة الانتحار بتناول مواد صيدلية والقاء نفسه في مسبح المنزل إلا ان البستاني تمكن من انقاذه( الصفحات 108-109)، وبعد عرض الفساد في الدولة خلال فترات مختلفة ، يسرد الكتاب قصصا منها بالأسماء والقصص المثيرة (حتى صفحة 130) ويكتمل الكتاب بعرض العلاقات الفرنسية المغربية من خلال نفس المنهج السابق( وقد اسهب في شرح موضوع القطار السريع ومشروعات الملك في نطاق الطاقة...)
كتاب كاشف ..لكن الحسم بصحة ما ورد فيه أمر يحتاج لجهد باحثين آخرين .
شوهد المقال 942 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك