حميد بوحبيب - بن يحيى ... أو الموت من أجل استمرار الحرب ؟؟؟
بواسطة
2015-05-06 02:37:01
حجم الخط:
د.حميد بوحبيب
صديقي عبد العزيز بوباكير [ أستاذ جامعي ، صحافي و مترجم ] الذي كتب مذكرات الشاذلي بن جديد ، نشر في الشروق يوم 18 أفريل المنصرم ، مقالا رائعا حول قضية مقتل الدبلوماسي الجزائري الصديق بن يحيى ، رفقة فريق كامل من الدبلوماسيين الجزائريين ... و لقد قام الصحفي عمار بلحيمر بنشر مقاطع منه في جريدة " لو سوار دا لجيري ] لهذا اليوم ... يذكرنا اأستاذ بوباكير بظروف الحادثة و الأجواء السياسية التي أحاطت بها :
في الثالث من شهر ماي 1983 ، أي بعد مرور ثلاث سنوات من الحرب الإيرانية العراقية ، أقلعت طائرة رئاسية جزائرية من نوع غرومان ، من العاصمة ، ثم حطّت في مطار لارناكة الدولي للتزود بالوقود ، لتستأنف رحلتها صوب طهران ... و لكن بعد ساعات من الطيران اختفت تماما ... الشاذلي بن جديد ينصب خلية أزمة ... يتأكد لاحقا بأن الطائرة تحطمت بفعل صاروخ روسي الصنع أطلقه عليها العراقيون ؟؟ لماذا ، و كيف ؟؟
التحقيق الذي قاده صالح غوجيل سيكشف بأن العراقيين أخطأوا الهدف أ بمعنى أنهم أسقطوا الطائرة خطأ ، و كان في اعتقادهم أنها طائرة ليبية ... و بالفعل ففي نفس اللحظة كانت في الجو طائرة ليبية من نفس النوع ، تتجه نحو طهران ، في محاولة من القدافي أن يسحب البساط من تحت أقدام الدبلوماسية الجزائرية ، و يقترح مبادرة خاصة لفض النزاع بين إيران و العراق ... و لما كان صدّام يضمر الشر للقذافي ، و يصرّ على استمرار الحرب [ كان يحلم بالنصر القريب على إيران ، ليفرض عليه شروطه ] فقد ارتأى أن يحطم الطائرة الليبية لإجهاض محاولة الوساطة .. و لكن بدلا من إصابة الطائرة الليبية ، أصاب الصاروخ طائرة بن يحيى ... [ هذه شهادة الشاذلي ]
في نهاية المطاف ... دفنت الجزائر شهداءها ... و لم يحضر طارق عزيز [ وزير خارجية العراق] و يشير الأستاذ بوباكير إلى أن الرواية الرسمية آنذاك اكتفت بوصف الحادثة على أنها ," صاروخ طائش" أي خطأ ... دون ذكر أن العراقيين كانوا ينوون حقا تفجير طائرة القذافي التي كانت متجهة إلى طهران في مهمة مماثلة للطائرة الجزائرية ؟؟؟ و أن التكتم على هذا الأمر كان " بسبب الخوف من تأجيج المشاعر المعادية للعرب ، خاصة و أن الربيع الأمازيغي آنذاك كان جرحا لم يندمل بعد .... ؟؟
هكذا ... بفعل حماقة صدام و إصراره الدموي على استئناف الحرب ، فقدنا واحدا من خيرة رجال الدولة [ وزير الإعلام ، وزير التعليم العالي ، المالية ، الشؤون الخارجية ] ... فضلا عن إسهامه في مفاوضات إيفيان ، و الحكومة المؤقتة ,,,
شكرا أستاذ بوباكير ... و شكرا لعمر بلحيمر على مقاله أيضا .
لمن اراد الاطلاع على المقال للدكتور بوباكير
http://fenni-dz.net/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF/
شوهد المقال 1843 مرة
أرسل إلى صديق
نسخة للطباعة
نسخة نصية كاملة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك