وليد عبد الحي - بين الخبير والخابور
بواسطة 2015-03-19 00:55:07

د. وليد عبد الحي
أعتقد بأن التنبؤ بمسار ظاهرة من الظواهر هو الذي يكشف بقدر كبير الفرق بين " الخبير " الذي لولا درايته العميقة بموضوعه لما تمكن من التنبؤ بمسار الظاهرة لسنوات قادمة، وبين "الخابور"..والخابور في اللغة العربية له معان عدة من بينها " قطعة من خشب أو مطّاط يُسَدّ بها ثقب في الحائط ليسهل دقّ المسمار وتثبيته فيه" .
في عام 1938 وضع بكمنستر فولر كتابه (Nine Chains to the Moon) وبعد 31 سنة تبين صحة التنبؤ تماما..ويمكن سرد المئات من النماذج على
تنبؤات صحيحة..وعند الوقوع في الخطأ –وهو امر وارد وكثير- عليك أن لا تتهم الظاهرة بل وجه اتهامك إما لعدم موضوعيتك(بخاصة في الظواهر الاجتماعية والانسانية) أو لنقص معلوماتك، او لأن منهجية تفكيرك وتقنيات التحليل ليست مناسبة...فالخبير في موضوع معين هو الذي يمكنه أن يتنبأ " بالمسار العام للظاهرة" لا بتفاصيلها، فإذا فشلت في التنبؤ فأنت لا تزيد عن كونك "خابورا"..أي تصلح لسد بعض الثقوب لا اكثر...أما إن تمكنت من التنبؤ فأنت "خبير"... وهذا معيار من المعايير،ولا شك بوجود معايير أخرى...
شوهد المقال 1354 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك