وليد عبد الحي - ملء الفراغ
بواسطة
2015-03-15 20:52:15
حجم الخط:
د. وليد عبد الحي
يشير تقرير صادر عن مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في جامعة بكين في عام 2014 إلى استنتاج يستحق التوقف عنده، إذ جاء في التقرير ما نصه حرفيا " إن الولايات المتحدة تفك ارتباطها وبشكل تدريجي مع منطقة الشرق الأوسط الكبير،وهو ما يترك فراغا تسعى الصين لتملأه "
فإذا ربطنا هذا النص بنظرية الصعود السلمي الصينية (زينغ بيجيان) ، فإن التطبيق له بدأ يعطي ثماره من خلال "القوة الناعمة" ، فمنذ 1995 – 2015 تضاعف حجم التجارة العربية الصينية بمقدر 50 ضعفا، وفي عام 1999 كان حجم الواردات الصينية من الدول العربية حوالي 3,8 مليار دولار، وارتفع عام 2012 إلى 160 مليار دولار ، أما الصادرات الصينية للدول العربية فارتفعت في نفس الفترة من 6,47 مليار دولار إلى 121 مليارا دولارا..
ولعل ذلك ليس مفصولا عن التبدل الهادئ في موازين القوى العالمية، واحد المؤشرات الأولى هي في من يسيطر على السوق العالمي، فحجم التجارة الصينية مع العالم هو 4 تريليون و159 مليار دولار بفائض 259 مليار دولار.بينما حجم تجارة الولايات المتحدة هو 3 تريليون و 909 مليار، بعجز يساوي 750 مليار دولار..وفي الوقت الذي تخفض الولايات المتحدة نفقاتها الدفاعية ترفع الصين انفاقها الدفاعي استجابة لتغيرات هادئة في بنية النظام الدولي، لكني أعتقد أن الصينيين يدركون أن توظيف هذا التغير يحتاج لقدر هائل من الهدوء والإدارة العقلانية...ويبدو أن منطقتنا العربية ستشهد وبشكل تدريجي حضورا صينيا "غير متعجل" ولكنه يحتاج لدبلوماسيين عرب يتعاملون معه بطريقة تختلف في مظهرين، الاول عدم تكرار النمط الناصري السوفييتي ، والثاني عدم تكرار النمط السعودي الأمريكي...
شوهد المقال 1090 مرة
أرسل إلى صديق
نسخة للطباعة
نسخة نصية كاملة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك