وليد عبد الحي - وقف التنسيق الامني: فياغرا سياسية
بواسطة 2015-03-11 19:03:21

د. وليد عبد الحي
قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير بوقف التنسيق الامني مع إسرائيل يستحق التأمل :
1-قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ينص على " وقف" التنسيق الإمني لا على " إلغائه"، وفرق كبير بين المعنيين، فالوقف يعني إمكانية العودة له في أي وقت ، بخاصة أن الأمر له طابع " التوصية" ولا بد من موافقة اللجنة التنفيذية ورئيس السلطة، فوقف التنسيق الأمني كوقف المفاوضات، يمكن العودة لها بعد الافراج عن أموال الضرئب أو الافراج عن عدد من الأسرى...فالمفاوضات "المتوقفة" تجري سرا وعلانية على مستويات عدة وتجري مباشرة أو غير مباشرة ، دون أن يتوقف الاستيطان الذي وضعه عباس شرطا..فالوقف يعني " تعليقا" ولا يعني بأي شكل من الأشكال الإلغاء وحل كل المؤسسات ذات الصلة به. وقد لفت انتباهي أن كل الصحف الأجنبية التي اطلعت عليها استخدمت لترجمة نص البيان الفلسطيني مفردات مثل : stop، halt ، sever security ties ، cut ..الخ، لكني لم أجد أية وسيلة إعلام ترجمتها " abrogate" والتي تعني الإلغاء وحل المؤسسات المرتبطة بالاتفاق، مما يعني ان المجتمع الدولي فهم القرار بأنه "وقف مؤقت" يمكن العودة عنه ..
2- لم ترد عبارة الوقف الفوري مما يعني ان البيان غير نافذ مباشرة، فهو بحاجة لنقله للجنة التنفيذية ثم مصادقة الرئيس، وعندها تأتي الانتخابات الإسرائيلية في 17 من الشهر الحالي، قإذا عاد نيتنياهو سننتظر جديده(فقد يفرج عن بعض الاموال الضريبية أو،يفرج عن عدد من الأسرى..الخ، وبالتالي نعود للتنسيق، وإذا فاز غيره فالعودة عن القرار أمر وارد بحجة "الدماء الجديدة" في الحكومة الإسرائيلية، ويمكن أن تتخذ القرار السلطة دون العودة لمنظمة التحرير كالعادة، فمنظمة التحرير ليس إلا "فياغرا" سياسية يتم استخدامها لحظة " الغواية"، وقرار المجلس المركزي هو ليس إلا للتأثير على فرص نيتنياهو في الفوز وليس خيارا استراتيجيا للسلطة..
3- ماذا يعني تنفيذ وقف التنسيق الأمني من الناحية ألإجرائية؟ هل يعني وقف كل اشكال التنسيق؟ وفي هذه الحالة هل سيصطف رئيس السلطة مع المواطنين امام مقر الحاكم العسكري ليأخذ دوره في الحصول على تصريح سفر...؟وهل ستتم إجراءات مغادرته هو و "حوارييه" دون ترتيبات أمنية على المعابر؟ فحركته تتم من خلال قنوات التنسيق الامني، ثم سأفترض الحالة التالية: لو علمت أجهزة السلطة أن هناك عملية يجري التخطيط لها ضد إسرائيل من قبل عناصر من حماس، هل ستمنعها ؟هل ستمتنع عن إبلاغ إسرائيل؟ أم أن التبليغ سيتم "همسا"؟
4- التنسيق الأمني الذي مضى عليه عشرون عاما( منذ اتفاقية طابا عام 1995) خلق شبكة من الهيئات المشتركة والأرشيف الموحد والعلاقات الشخصية التي لا يلغيها قرار"بالوقف" لأنها لم تلغ بل علق عملها (إذا بدأ التنفيذ)، فالجزائر استقلت عن فرنسا قبل أكثر من نصف قرن وما زال بعض الأفراد بل وبعض المؤسسات يربطها بفرنسا حبل سري، فما بلك في سلطة تعشش إسرائيل في كل ركن من أركانها؟
لست مطمئنا...وسأكون الأكثر اطمئنانا إذا تبين خطأ رؤيتي...
شوهد المقال 1114 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك