وليد عبد الحي - لغة الجسد في السلوك السياسي
بواسطة 2015-03-08 01:34:02

د.وليد عبد الحي
إلى أي مدى يدرك الزعماء العرب أن "لغة الجسد" في التواصل السياسي تنال اهتمام المستشارين الغربيين أكثر من اقوالهم التي لا يعيروها إلا 10% من الانتباه...لأن تفسير المعنى الحقيقي وليس المعنى الظاهر لل 10% يعتمد على "لغة الجسد".
يقدم لنا الدكتور أريك بوسي( من جامعة تكساس) و الدكتور باتريك ستيوارت من جامعة أركنساس مثلا بأنهم قارنوا بين "لغة جسد "الرئيس بوتين ولغة الجسد للرئيس الأمريكي بوش في عدد من المواقف وتبين تشابه الحركة التي تلاها تشابه في السلوك، فمثلا " مط الشفة السفلى من زاويتيها للخلف" تكررت قبل الإقدام على عمل عسكري..(نفس الحركة تماما)، وسبق أن أشرت إلى استاذ علم النفس المصري في جامعة عين شمس(ذكرته في مداخلة سابقة) الذي همس في اذن الجالس بجانبه أن السيسي اخذ قراره بعزل مرسي عندما كان السيسي يستمع لخطاب لمرسي، وعند جملة معينة وضع السيسي رجله اليمنى فوق اليسرى، ووضع راحة يده حول فكه السفلي فقال الدكتور " راح مرسي"...
وتشمل قائمة "لغة الجسد" مفردات كاللغة، ويتم تأويل كل حركة اثناء الحوار، مثلا(غالبا): الذي لا يصدق ما يسمع (يحك دقنه أو فروة رأسه"، والذي يشعر بالدونية تجاه من يجلس أمامه فإنه يجلس على طرف الكنبة لا داخلها تماما، الذي يُعنى كثيرا بترتيب جلوسه يكون "مضطربا داخليا"...الخ
ويقوم الباحثون باستخدام الأفلام الوثائقية في دراساتهم للغة الجسد ويركزون على تشابه الحركات لاعتبارها حالة عامة يجب التنبه لها ، ويرى إلبرت مهربيان( وهو شيخ هذه الطريقة العلمية) أن 7% فقط من "المحكي" يوضح المعنى الدقيق، بينما الباقي " فتش عنه في لغة الوجه، العيون، الأيدي، الأرجل، الجلوس، النهوض، نبرات الصوت، طريقة الاستماع....
ويقول خبراء هذا الجانب أن "اول 30 ثانية" في "لغة الجسد" مهمة جدا عند بدء الفرد حديثه، وعند بدء الحديث انتبه هل "يدا المتحدث" ظاهرتين أم يخفي راحتيه تحت فخذيه، أو يشبكهما معا، ..الخ، وإذا كان يخطب هل يحرص على ان تبقيا وراء منصة الخطابة، أو يظهر أحدهما او كلاهما..
لقد قام التلفزيون الفرنسي في أحد برامجه بوضع عشرات صور فيديو للرئيس صدام حسين( من فترات متباعدة)، ثم كان يربط لغة جسده وما يقوله، وقد نبه مقدم البرنامج المشاهدين للملاحظة التالية: كلما كان صدام يشد أو يمسك ربطة عنقه، فإنه سيقول"كذبا"..وأعاد مقدم البرنامج عددا من اللقطات القديمة التي يتحدث فيها صدام عن موضوعات تبين عدم صحتها بعد ذلك، وتبين أنه غالبا كان يشد ربطة عنقه عند الحديث عن هذه الموضوعات..
ليس النجاح مضمونا...ولكن متى كان النجاح مضمونا في اي شيء؟ ولكن العلم يقلل فرص الفشل ولا يلغيها...
شوهد المقال 1018 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك