سامية بن عكوش ..... نقد العقل الإخوانيّ
بواسطة 2013-12-12 05:15:01

سامية بن عكوش *
هاهم ممثلو الإخوان المسلمين: صفوت حجازي، خالد البلتاجي،......إلخ لازالوا متمسكّين بآرائهم: عودة مرسي رئيسا للجمهورية، العمل بالدستور القديم الذي انتخب في فترة مرسي، إطلاق سراح المساجين من الإخوان، محاكمة السيسي,,,,إلخ لازال هؤلاء ينكرون أنّ شعبيتهم تراجعت كثيرا ولازالوا ينكرون أنّ مصر ما بعد مرسي ليست مصر ما قبل مرسي. يبدو أنّ عقلية هؤلاء لازالت أسيرة الدوغمائية التي تنبني على الرّأي الواحد والحلّ الواحد والرّؤية الواحدة، أي الروح المغلقة المعوقة. كيف لا؟ وهؤلاء يرفضون التنازل عن مطلب واحد من مطالبهم، مع أنّ أحداث الاعتداءات المتواصلة على الجيش المصريّ في سناء، تضعهم في شبهة، حتى وإن كانوا غير مسؤولين عن ذلك، كيف لا؟ وقد عجزوا عن إيجاد حلّ لفضّ اعتصام رابعة قبل أن تحدث الكارثة، ألا وهو إيجاد أرضية توافق تسمح لهم بالخروج من السّلطة، مع ضمانات سياسية. لم يتبادر إلى ذهن هؤلاء حقن دماء الأبرياء في ميدان رابعة، لأنّهم عجزوا عن التفكير في ذلك، لماذا؟
تستند مبادئ الإخوان على فكر حسن البنا الذي كتبه في ثلاثينيات القرن الماضي، ولا يصلح بالضرورة لمصر وللبلدان الإسلامية في عصرنا. إنّه فكر ينبني على الحلم الأسطوريّ: سيادة العالم وليس مصر فقط، تقديس رأي مرشد الإخوان، أي مركزية العقل الواحد لا مبدأ تعدّد العقول والآراء. لم يجدّد الإخوان المسلمون فكرهم، بل بقوا طيلة 80 سنة، يدافعون عنه، ويسعون إلى السّلطة بشتى الوسائل، وعندما وصلوا عجزوا عن تسيير شؤون الدولة وتصريف مصالح العباد. لم ينتقد الإخوان أفكارهم، ولم يراجعوا أطروحاتهم، ولم يعترفوا حتى بفشل الفكر الإخوانيّ ولم يقرّوا بشيخوخته، بعد قرن من الصراع من أجل البقاء. إنّ فشل الفكر الإخوانيّ في مصر 2010 إلى 2013 أو إفشالهم كما يحلو للإخوان أن يسوّقوا لذلك، يضعهم أمام سؤال حتميّ: لماذا حدث لنا ذلك؟ وهو السّؤال الذي يتطلّب وقفة نقدية جريئة أمام الذات ومراجعة عميقة لأفكارهم وتجديد ضروريّ لأطروحاتهم، أي بحث عن سبب الفشل في دواخلهم وفي أسّس جماعتهم. وهو ما لا يستطيع الإخوان إنجازه، فقد فضّلوا إنكار واقع الأمر، وانغلقوا في سؤالهم النّرجسيّ: من كان وراء السيسي في فعل ذلك؟
لا يملك الإخوان المسلمين القوة الفكرية لإنجاز القفز على مبادئ حسن البنا، ومن ثمّ يعجزون عن تشريح أسباب فشلهم، لربما يظهر جيل جديد يستطيع ما يمكن تسميته " نقد العقل الإخوانيّ " للخروج من الفشل الذريع الذي أصيب به فكر وسياسة هؤلاء.
*جامعة جيجل
شوهد المقال 2484 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك