نجيب بلحيمر - الخطاب الأجوف لمن يسمى "رجل الدولة". هراء السياسة!
بواسطة 2015-09-14 00:09:43

نجيب بلحيمر
الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي جاء ليقول للجزائريين إن كل ما تنشره الصحافة عن الصراعات بين أجنحة في السلطة مجرد هراء، وقد يكون محقا في ذلك إلى أبعد الحدود، لكن أويحيى لا يقدم البديل عن الهراء الذي تنشره الصحافة.
يعرف أويحيى أن الصحافة تتعامل معه كشخص مقرب من السلطة، وأن ما يقوله سيفهم على أنه رسائل كلف بنقلها من طرف جهات عليا في السلطة، وهذا قد يكون هراء من نوع آخر يفضل "خادم الدولة" كما يحب أن يسمي نفسه، أن يغض الطرف عنه، ففيه منافع كثيرة ولا يكلف شيئا، ومن هنا يصبح الكلام الذي سمعناه أمس بمثابة محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها من خلال تطمينات تقوم على الكلام ولا شيء غير الكلام.
تسريب أخبار أمنية حساسة أمر خطير، هذا ما يعترف به أويحيى، لكنه لا يخبرنا من المسؤول عن هذه التسريبات، والمعروف أن الذين يشغلون المناصب الحساسة هم وحدهم من يقدرون على الوصول إلى المعلومات الحساسة، وهذا يحيلنا على السؤال الأول الذي يعتقد أويحيى أنه أجاب عليه والمتعلق بالصراعات المفترضة بين أجنحة في السلطة.
نعم، سيبقى السؤال معلقا ولا يمكن أن يكون النفي بالجملة هو الرد المناسب، خاصة وأن أويحيى يقرن إشارته إلى ما هو خطير بإشارات مطمئنة على أن كل شيء على ما يرام، فهناك جهة واحدة تقرر، ولاخوف على أمن البلاد، ولن نكون بحاجة لانتخابات رئاسية مسبقة.
قد نحتاج في حالات الأزمة إلى أكثر من البلاغة السياسية، فالشعور المسيطر على عامة الجزائريين الآن هو الخوف، خوف من المستقبل، وخوف من الوضع الاقتصادي، وحالة من الحيرة بسبب تناقض الإشارات الواردة من أعلى هرم الدولة، ومعالجة هذا الوضع تتطلب مراجعة عميقة لأسلوب الحكومة في الاتصال، فضلا عن قرارات عملية لتغيير الوضع السيء، أما الاعتقاد بأن كلام أويحيى يمكن أن يحل المشكلة، فذلك هراء آخر يأتي من جهة غير الصحافة.
جريدة صوت الأحرار الجزائرية

شوهد المقال 1961 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك