جمال الدين طالب - نوستــAlgeria "رحوا تقراو و كي ترجعوا تلقونا هنا "( في السلطة) !
بواسطة 2015-09-11 01:33:51

جمال الدين طالب
نبقى هذا الأسبوع مرة أخرى في كاليفورنيا، فبعد عنوان مقال الأسبوع الماضي عن تمر "دڤلة نور" الجزائري المنتج في الولاية الأمريكية، عنوان آخر جزائري يبدو خياليا ("خيالية" تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال بتحويل معكسر إلى كاليفورنيا!)، لكن هذا العنوان الكبير، الذي يقول بأن الجزائريين "يقودون قطب الصناعة التكنولوجية في أمريكا والعالم" في ولاية كاليفورنيا، حقيقي بحسب إسماعيل شيخون، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي – الجزائري، الذي صرح مؤخرا "لراديو أم" الجزائري، بأن أكبر إطارات شركات التكنولوجيا الأمريكية هم جزائريون، وينشطون في ما يعرف بمنطقة "سيليكون فالي" أو "وادي السيليكون" بولاية كاليفورنيا، وهي قطب الصناعة التكنولوجية في العالم، وتضم أكبر الشركات الناشطة في هذا القطاع مثل "آبل" و"غوغل" و"ياهو". وأضاف شيخون في حوار للاذاعة الإلكترونية التابعة لموقع "مغرب إميرجون" (المنطقة المغاربية الصاعدة) أن هؤلاء الأمريكيين من أصل جزائري صاروا يحتلون المرتبة الأولى في "سيليكون فالي" بعد أن غادر الهنود والصينيون عائدين لأوطانهم التي اقترحت عليهم أجورا كبيرة والامتيازات نفسها التي يتحصلون عليها بالولايات المتحدة. وكان الباحث الجزائري بلقاسم حَبَة، المقيم في المنطقة، والحاصل على براءات اختراع عالمية في الإلكترونيات الدقيقة، صرح لنفس الموقع بأن هناك نحو 300 باحث جزائري يعملون في قطاع التكنولوجيا، وأن هناك 500 باحث جزائري يعملون في مجالات أخرى في منطقة "سيليكون فالي".
هذه "الأدمغة" الجزائرية المهاجرة في كاليفورنيا وفي ولايات أخرى من أمريكا، وعلى تميزها ليست إلا عنوانا فصلياً من عنوان أكبر لنزيف الأدمغة، الذي تعاني منه الجزائر ليس من اليوم فقط، بل من عقود.. عقول وجدت سماوات أرحب لتحلق فيها وتبدع، ولا يمكن للأسف مقارنتها بـ"قفص" الرداءة والبيروقراطية والعراقيل والمحسوبية الضيق على سعة الجزائر البلد ـ القارة، الذي كان يمكن بموقعه الجغرافي وإمكاناته أن يكون ليس فقط بابتكارية ولاية كاليفورنيا ذات الاقتصاد المتنوع، بل وحتى أمريكا مصغرة! ولكن للأسف فإن الجزائر التي بقي يحكمها "جورايسك بارك بوليتيكي!" ظلت علاقتها مع أدمغتها المهاجرة عنوانها الراحل الشريف مساعدية، الأمين العام الأسبق للحزب الوحيد سابقا (الأفالان الذي تعدد ولكنه لم يتجدد!)، ومقولته الشهيرة في بداية الثمانينات للطلبة الجزائريين المبتعثين للدراسة في الخارج: "روحوا تقراو وكي ترجعوا تلقونا هنا" (في السلطة!)!
محزن فعلا "نزيف الأدمغة" هذا، الذي ازداد في الــ15 سنوات الأخيرة بمعدلات أكبر حتى من العشرية الحمراء في التسعينات، مع تقديرات تقول بأن ما يقارب المليون جزائري هاجروا من بلادهم، عدد كبير منهم من أصحاب الكفاءات العلمية، صرفت الجزائر أموالاً على تكوينهم. ولعل من أبرز الأمثلة هنا أن هناك أكثر من 10 آلاف طبيب جزائري يعملون في المستشفيات الفرنسية، أي ما يعادل 25 بالمئة من الأطباء الأجانب العاملين في فرنسا.
في تقرير صدر عنه مؤخرا، ذكر المنتدى الأقتصادي العالمي أن الجزائر ثالث أسوأ بلد في إفريقيا، خلف ليبيا وبورندي، من حيث جذب طلبته الذين أنهوا دراساتهم في الخارج.
واللافت هنا أنه برغم أن الجزائر هي الأغنى مقارنة بالمغرب وتونس، فإن عدد الطلبة المغاربة الذين يدرسون في الخارج أكبر من عدد الطلبة الجزائريين، فمن مجموع 853 ألف طالب من البلدان المغاربية الثلاثة يدرسون في الخارج، يشكل الطلبة القادمون من المغرب الأقصى 46 بالمائة (أي نحو 397 الف طالب)، بينما لا يشكل الطلبة الجزائريون إلا 37 بالمئة، فيما يشكل الطلبة التونسيون 12 بالمائة.
جريدة الحياة الجزائرية
شوهد المقال 1860 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك