نجيب بلحيمر - عن الفاشية المتأصلة في فرنسا العنصرية العميقة
بواسطة 2015-05-07 02:07:06

نجيب بلحيمر
فضيحة عنصرية جديدة في فرنسا، رئيس بلدية بيزييه الفرنسية، روبير مينار، يحصي التلاميذ المسلمين في مدينته، ويقول إن عددهم 64.6 بالمائة، ويرد عليه الساسة بالقول يا مينار أنت عار على الجمهورية.
بعد حين ستتوقف حملة السباب، وسيعود كل شيء إلى طبيعته، والأرجح أن اليمين المتطرف سيحصد مزيدا من الأصوات بسبب موقف مينار وزملائه في الجبهة الوطنية، لكن ليس هذا فحسب، فاليمين بقيادة نيكولا ساركوزي، الطامح للعودة إلى الرئاسة في سنة 2017، ينافس مارين لوبان، التي ضحت بوالدها، في استغلال كراهية الفرنسيين من أصول مهاجرة، ويستثمر في تنميتها لأنها ورقة سياسية رابحة.
قبل أن نصل إلى هنا كانت فرنسا قد حاكمت بول أوساريس بتهمة تمجيد الجريمة، وكانت الجريمة هي التعذيب، لكن الجمهورية التي ورثت بكل فخر فرنسا الاستعمارية، وسنت قوانين تمجد الاستعمار، لم تحاكم الجريمة في حد ذاتها، إنها تغطي عليها بجريمة أخرى تسمى الإنكار، وتزيد عليها ملاحقة كل من يجرؤ على كشف شيء من الوجه البشع لفرنسا، وجه لا يحمل سمات الحرية والمساواة والأخوة.
حتى في مجال الرياضة كانت الفضيحة مدوية، عندما كشف البعض، سهوا، أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم كان قد اعتمد خطة لتقليل الاعتماد على اللاعبين من أصول مغاربية وإفريقية من أجل حد أدنى من النقاء، وربما من أجل الانسجام مع الخطاب القومي الذي يرفعه اليمين الصاعد على كل الجبهات.
نعم الجمهورية عنصرية، تصنف التلاميذ على أساس انتمائهم الديني، هي لا تسألهم عن دينهم، لكن أسماءهم تخبر بذلك، وبالنسبة لشخص مثل مينار، أو حتى الوزراء الذين خدموا في عهد ساركوزي، من أمثال كلود غيون، وبريس هورتوفو، فإن الدين مثل العرق إرث ينتقل آليا من الأباء إلى الأبناء، والمسلم مهما اجتهد في اندماجه سيبقى يمثل ذلك "الآخر" الذي تجب مراقبته، ولا تجوز الثقة فيه.
سيكثر المنددون بمينار، لكن حفلة السب ستفضي إلى لا شيء، ستعود فرنسا إلى ذاتها، عنصرية في عمقها، وستسعى إلى مزيد من الحرص حتى لا تتكرر سقطات الثرثارين من أمثال أوساريس ومينار، الذين يرسمون صورة لفرنسا لا تختلف كثيرا عن صورة ألمانيا النازية.
صوت الأحرار الجزائرية
شوهد المقال 1239 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك