نجيب بلحيمر - العرب الآيلين إلى الزوال ترسيم الطائفية
بواسطة 2015-03-30 01:19:03

نجيب بلحيمر
الخطاب الرسمي العربي الذي سمعناه في شرم الشيخ يعكس حالة الضياع التي يعيشها العرب، فالحكومات جعلت أولويتها إعادة صياغة مفهوم الأمن القومي العربي، وهي تضع تصنيفا جديدا للأخطار التي تواجه هذه الأمة، وكل هذا يقوم على رؤية مخالفة تماما لمصالح الشعوب العربية، ولمنطق التوازنات الإقليمية والدولية.
لقد باتت الأمة مهددة في هويتها، حسب خطاب الرئيس المصري الذي استضافت بلاده القمة، والتهديد حسب الذين تحدثوا هو إيران، وهذا يعني أننا أمام تعريف جديد للهوية يقوم على الطائفة والمذهب، وليس على القومية التي هي أساس الجامعة العربية، ومن هنا جاء الخطاب العربي كرجع صدى لتلك المعارك الطاحنة في العراق وسوريا واليمن، وتحولت الطائفية إلى سياسة رسمية على أساسها ترسم الحدود، وتحت عنوانها تشن الحروب.
لم يعد المشروع الصهيوني هو الخطر الأساسي الذي يهدد هوية الأمة ووحدة كيانها، فالحكومات العربية انخرطت في مشروع الشرق الأوسط منذ زمن غير قصير، ومبادرة عبد الله بن عبد العزيز، التي أصبحت مبادرة عربية، قامت على استيعاب إسرائيل في إطار منطقة تصبح متعددة الهويات حتى يكون فيها مكان لإسرائيل، لكن فجأة يكتشف العرب أن إيران يمكن أن تهدد هويتهم.
بهذا المنطق سيصبح كل شيعة السعودية، وهم أغلبية في المنطقة الشرقية، وشيعة الخليج، والعراق وسوريا ولبنان، واليمن أيضا، جزء من المخطط الإيراني الذي يهدد الهوية العربية، ولن يكون هناك من حل إلا إعادة رسم الحدود على أساس طائفي، أو إبادة هؤلاء، أو طردهم من ديارهم.
إن الخطر الحقيقي الذي يهدد العرب هو هذه الأنظمة المستبدة، والفاشلة، والتابعة، أنظمة استنفذت كل أسباب استمرارها فراحت تنبش في الأحقاد التاريخية لعلها تفلح في وقف حركة التاريخ، وهي اليوم ترسم الطائفية كسياسة تؤلب من خلالها مكونات الأمة بعضها على بعض لتبرر بقاءها بحروب قذرة سيكون مآلها الفشل.
لا أحد بوسعه تغيير الجغرافيا، فإيران دولة كبيرة ومجاورة للعرب، والشيعة مكون أصيل في المجتمعات العربية، وكل ما يمكن أن تفضي إليه الحروب هو مزيد من الأحقاد والثارات التي ستشعل نيارانا ستطال الجميع، وما سمعناه في القمة العربية أمس هو دعوة إلى السير بالعرب على طريق الفناء.
صوت الأحرار الجزائرية
شوهد المقال 1098 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك