بن ساعد نصر الدين ـ شيزوفرينا الشرطة
بواسطة 2020-02-18 00:51:30

بن ساعد نصر الدين
شيزوفرينا الشرطة او انفصام الانسان بين حياته العادية و حياته العملية داخل المسالك الأمنية !!
_ لا زال السؤال الاخلاقي يضرب عقل كل سائل عن الحالة النفسية التي تسمح للشرطي كمثال ان يمارس القمع التعسفي على المتظاهر المسالم دون الشعور بأدنى ندم ، رغم ان هذا الأخير هو نِتاج نفس المجتمع و يمارس قمعه ضد اشخاص يُقاسمونه نفس الوطن و الطبقة الاقتصادية و ......؟
_ سيكون تحليل عبارة عن قفزات بين سيكلوجية العسكر من جانب نفسي ومعنى العنف و مشروعيّته من جانب فلسفي
__ اذا انطلقنا من ان رجل الأمن او الشرطي هو جزء او آلية من اليات الدولة و السلطة الحديثة ،ننطلق من رؤية فيبر و هي أنَّ الدولة هي هيمنة الإنسان على الإنسان باستعمال العنف المشروع( مع التحفظ على كلمة مشروع )
و غالبا لا يمكن استحضار العنف خاصة في شقه السياسي دون استحضار حنه ارندت التي ترى أنَّ العنف لا ينفصل عن السياسة والسلطة، ولا يوجد عنف في السياسة على المستوى النظري أكبر وأخطر من استدعاء التصوّر البيولوجي الكلاسيكي للعنف، هذه هي الخلاصة الكبرى التي تنتهي إليها أرندت في خضمّ تفكيرها في العنف
الجانب النفسي للعنف عند اسلاك الأمن وضعوا فيه الكثير من الابحاث و التجارب النفسية
فداخل كل انسان حيوان اليف و اخر مفترس ، و الحيوان البارز هو من تتم تغذيته اكثر
بعبارة اخرى كما سماها باومان الانسان النائم إن أشد ما يؤسف له، السهولة التي ينزلق بها معظم الناس إلى الدور الذي يتطلب القسوة أو على الأقل العمى الأخلاقي كما اصطلح عليه ، فقط في حالة وجود سلطة عليا تدعم هذا الدور وتضفي عليه الشرعية
أي ان الشرطي الذي يمارس القمع التعسفي و الألم ضد الاخر لا يمكن ان يؤديه الا بعد ان يلعب مع عقله لعبة التحجج بالشرعية التي تغرسها المؤسسات الامنية فيهم
و هنا نظهر ثنائية الايديولوجية و الطاعة ، التي تجعل كل طاعة حرفية لا بد انها تخفي من ورائها ايديولوجية تعطي الشرعية للفعل و تجعل الفرد ينصهر في ما تم تلقينه حيث ترعى المؤسسة جانب التبرير و تعفي الفرد المنخرط فيها من التفكير في مآلات ما يقوم به
من ابرز التجارب التي تم القيام بها هذا السياق تجربة ميليغرام و تم استحداثها بتجربة هاغارد و ايضا تجربة سجن ستانفورد
تجربة ستانفورد ببساطة تم اختيار اشخاص عاديين للتجربة و هي ان ينقسموا الى مجموعتين الاولى الى سجانين و اخرة لمسجونين و وضعوهم في مكان مغلق تحت ظروف تشبه السجن من ملابس و كل شيء
بعد فترة انتبه المشرفون ان السجان ظهرت عليه اعراض السلطة و بدأ يميل اكثر للتعنيف الفظي و الجسدي رغم علمه بالتجربة كما ظهرت مؤشرات خنوع على المسجونين بعد ان مورست عليهم آليات قهرية
تجربة ميليغرام و هاغارد التي تختلف عنها ان الاشخاص في التجربة الثانية كانو على علم و تم تغيير الرجال بنساء
التجربة هي انهم اعطوا سلطة لتعذيب اخرين بمجرد شعورهم بأنهم يقدمون اجابات كاذبة و كلمت يكبر الكذب يمكنهم زيادة حجم الصعقة الكهربائية
و هنا انتبه المشرف ان بعض الاشخاص وصلوا لاستعمال اقصى درجات الصعق التي توصل الاخر حتى للموت رغم وضعهم سماعات للانصات لألم الآخر
ما نأخذه من التجارب الثلاث أن هذا الانسان بمجرد ان يتم وضع السلطة في يده و اعفائه من التفكير بإعطائه الشرعية
فإنه يتحول من انسان عادي الى وحش
التجارب السابقة و حتى الواقعية من رجال أمن يمارسون قمع عالي من ضرب وحتى قتل ، هم في حياتهم العادية اشخاص عاديون بحبون ابناءهم و زوجاتهم لكن بمجرد الدخول تحت وطأة المؤسسة فانهم ينصهرون الى ما لا يمكن توقعه
عن المُتعة و غياب الضمير عند.الساديين
في كتاب العسكر و التعذيب تقول جيسيكا ان المؤسسات العسكرية تسعى الى خلق طريق بين المتعة و ايلام الآخر ، فسيكلوجية الجلاد تتغذى من المتعة التي تسكن الانسان في ايلام الاخر او كما يقول مصطفى حجازي ان السّادي يحاول اثباث وجوده من خلال ايلام الاخر حيث يقول ها انا موجود هل تشعر بي انا من يؤلمك
و هنا يحاول رجل الأمن ان يكون كل شيء بجعل الاخر لا شيء
و هاته الممارسة هي طبقية في هرم المؤسسات الامنية
حيث ان من يوجد.فوق الجلاد بمرتبة يمارس عليه نفس الشيء بجعله لا شيء ، ما يجعله حين يخرج يحاول الانتقان و البحث عم من يمارس سلطته عليه
الكلام يطول لكن اختم ب مقولة نتشه "إنه حيث الحياة هناك الرغبة، ولكنها ليست الرغبة في الحياة، بل الرغبة في امتلاك القوة". أما ميشيل فوكو فقد "اعتبر أن كل المجتمع غاطس في حوض من علاقات القوة "فالكل يحارب الكل" لهذا فإن الأقوياء لا يسعون إلى بناء علاقات إنسانية؛ بل إلى امتلاك زمام السلطة والسيطرة على الآخرين بشتى الطرق
في الأخير نرفع فعل التعميم عن ما تم ذكره ، فهناك الكثير من الاشخاص ضمائرهم محصنة ضد الشر حتى لو وقعوا في بيئة دافعة له
https://www.facebook.com/orphelin.damoure
شوهد المقال 813 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك