مرزاق سعيدي ـ ما لا نعرفه عن الفُرعان او العنصل البحري
بواسطة 2020-03-22 02:04:53

مرزاق سعيدي
عنصل بحري Drimia maritima أو إشقيل Scilla maritima هو الفرعان، في الجزائر، مثلما يسميه عامة الناس، او العنصل البحري، الإشقيل البحري، البصل البري؛ ويعرف أيضا ببصل الفأر عند العامة لأنه يقتله إذا أكله؛ ويسمى في المغرب ببصل الخنزير.
ويسميه إبن البيطار العنصل في كتاب الجامع. أما إبن سينا فيطلق عليه إسم الإشقيل. والأنطاكى يسميه بصل العنصل ويذكر أن أجوده ما أخذ في الصيف.
وهو عشبة بصلية معمرة من فصيلة الّزّنبقيات، وهي من أشهر أنواع الأبصال وأعرفها، والإشقيل نبات يظهر بداية الخريف مع أولى الأمطار. ويميز العشابون بين الإشقيل الذكر وهو الأحمر البصلة والإشقيل الأنثى وهو الأبيض البصلة.
هذه البصلة كبيرة الحجم يصل طولها 20 سم وعرضها 15 سم وزنها يقارب كيلوغرامين، وهي هرمية الشكل تتألف من أسفاط أي لفائف بعضها فوق بعض سميكة، غاصة بالمياه، وإذا يبست تبقشت، والبصلة الحمراء أي الذكرية أنفع من البصلة الأنثى، وقيل أن الأجود منها البصلة الحمراء ذات البريق التي في طعمها حرافة حادة ومرارة.
وتخرج من البصلة أوراق قرصية، مستطيلة تشبه أوراق الكراث قنابية، خضراء اللون، عددها يتراوح بين الثلاثة والستة أوراق طول الواحدة منها يقارب 50 سم.
أزهارها فردية قصيرة الزناد سداسية البتلات بيضاء اللون.
ثمارها جفينات بيضوية الشكل مثلثة الجهات ذات ثلاث فصوص، تحوي بذورا كثيرة.
الأجزاء المستعملة:
البصلة التي تجتث من الأرض في فصل الخريف عندما تكون النبتة في أعز قوتها. وبعد قلعها تزال وترمي لفائفها السطحية ليبسها والمركزية لكثرة مياهها، ويحتفظ بالباقي.
ولتجفيفها تقطع هذه اللفائف إلى شرائح عرضية وتعلق بخيوط، وتقطع بالخشب لأن الحديد يؤذيها.
وقد يستعمل مسحوقا، وشرابا وضمادة.
العناصر الفعالة:
بالإضافة إلى سكره الخميري أي الجليكوزيد فإن الإشقيل يحوي موادمخاطية وفلافونات، والسيلوتوكسين والسيليروزيد، والسيلارين C36 H52 H13.
والإشقيل ينحل في الخل أو الكحول أكثر منه في الماء.
المنافع:
عرف الإشقيل كمفردة طبية مدرة منذ 16 قرن قبل المسيح وهو معزز للقلب نتيجة لما يحتويه من مادة السيلوتوكسين، كما أنه يثير مختلف الإفرازات بما فيها الرئوية.
والمداومة على إستعماله مضر للغاية حيث يؤدي إلى إلتهاب الأحشاء والقيء وأوجاع الكلا، لهذا ينصح أن لا يتعطاه كل من كان مصابا بإلتهاب المعدة والمصارين والكلا والمجاري البولية، والنزيف الدموي، كما لا يعالج به من كان نحيلا، ضعيفا، صفرويا، عصبيا، مصابا بالسل، والسرطان.
وهو مفيد لتعزيز القلب وأدرار البول، والإستسقاء والنزلات الصدرية وإنتفاخ الرئة. وقد يؤخذ الإشقيل مسحوقا من 0.05 إلى 0.1 غرام في اليوم لتنقية الصدر أو من 0.1 إلى 0.5 غرام في اليوم لادرار البول وتنقيته، ومن الأحسن أن يخلط بالحليب للتقليل من حرافته أو بالسكر.
ويؤخذ منقعا في الخل أو الكحول للحصول على ما يعرف بخل الإشقيل الذي يصنع من: 100 غرام من الإشقيل لكل 980 غرام من الخل، يضاف لهما 20 غرام من حمض الاسيتيك.
وللحصول على عسل الإشقيل يمزج كل نصف كيلوغرام من خل الإشقيل مع 2 كلغ من العسل. والأخذة منه من 5 إلى 50 غرام بالنسبة للكبار.
وذكر ديسقوريدوس أن العنصل له قوة حادة محرقة؛ واذا شوى وأكل كان كثير المنافع؛ وشيه يكون بلطخه بعجين أو بطين ثم يوضع في الفرن المتقد، أو يدفن في جمر إلى أن يجود شي الطين أو العجين ثم يقشر عنه فإن كان قد نضج نضجا جيدا أي صار منفسخا أبقى والألطخ مرة أخرى بالعجين أو الطين ويرد إلى الفرن حتى ينضج جيدا لأنه إذا إستعمل وهو غير ناضج أضر بالجوف، وقد يشوى في قدر يغطى ويوضع في الفرن.
وينبغي إذا نضج أن يؤخذ منه فقط وسطه أي القشور الواقعة بين القلب والسطح الخارجي. وقد يستحضر العنصل بقطعه وسلقه في الماء ثم تبديل هذا الماء مرارا إلى أن لا تبقى فيه مرارة ولا حرافة.
وقد يستحضر بقطعة وشكه في خيوط كتـان وتفريق القطع حتى لا يمس بعضها بعضا ويجفف في الظل؛ والمتقطع منه ينقع في الخل أو الشراب أو الزيت، وأما وسطه النيء فإنه يطبخ بالزيت ويذاب معه الراتنج أي صمغ الصنوبر ويوضع على الشقاق العارض في الرجلين، ويطبخ بالخل ليعمل منه ضمادا للسعة الأفعى.
وإذا أردنا أن يدر البول للمحبونين والذين يشكون معدتهم ويطفو فيها الطعام واليرقان والمغص والسعال المزمن والربو ونفث الدم والقيح من الرئة وينقي الصدر فيكتفي بـ 1.5 غرام مطبوخ بعسل وينبغي أن يجتنبه من كانت في جوفه قرحة.
شوهد المقال 1353 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك