مرزاق سعيدي ـ كورونا "المستحدث".. و"كارتلات" الدواء
بواسطة 2020-03-15 01:14:29

مرزاق سعيدي
إن صحت شكوك العلماء والأطباء بخصوص فيروس كورونا "المُستحدث" سنكُون أما حرب بيولوجية فريدة من نوعها، تتجاوز ما كان يحلم به الفيلسوف الألماني هايدغر.
هذا الفيروس، الذي يستهدف بدرجة أولى أصحاب الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة المكتسبة، يقتُل منهم نسبة عالية من الحصيلة حتى الآن (5429 ضحية).
وبعد شهرين من ظهوره في الصين، تُصنف المنظمة العالمية للصحة أوروبا (قارة مجتمعات الشيخوخة) بؤرة للوباء، بدل الحاضنة الأولى له، اي الصين، يطرح تساؤلات وغرابة في آن، عن سرعة انتشاره بين الفئات الشائخة في أوربا، كالنار في الهشيم (ارتفاع مذهل في عدد الإصابات في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مقارنة بعامل الزمن)، في ظرف قصير، في وقت بدأت الإصابات الجديدة تنحصر في ما كان يسمى بؤرة الفيروس الأولى، يوهان الصينية، وهي المدينة التي انطلق منها هذا الفيروس "المستجد"، والمتجدد حسب الحالات الصحية التي يركبها، وتحضنه، وفي هذه المدينة بالذات بنى الصينيون مخبرا كان المختصون يجرون فيه تجارب على فيروس الإنفلوانزا، ومقارنات مع "السارس"..
لماذا سكتت مخابر البحث التي توصف بالعالمية، مثل بفايزر، ولم تنبس ببنت شفة، ولماذا لم تهاجم شركات الأدوية التي تتحكم في السوق العالمية لأدوية الأمراض المزمنة، مثل السكري والقلب وارتفاع الضغط، وغيرها من الشركات التي اغتنى اصحابها على حساب مآسي الإنسانية.. لماذا لم تهاجم الصين؟
الإجابة على هذه الأسئلة قد لا تكون ذات بال اليوم، لكن الملاحظات اللصيقة بـ"تطور" كورونا، تقول إن هذا الفيروس يستهدف في مكان ما، إضعاف أو إقصاء بعض صُناع أدوية الأمراض المزمنة من السوق (أدوية غالية جدا)، في الوقت الذي يمارس فيه "تطهيرا عرقيا" غير عادي، في المجتمعات التي تعاني من الشيخوخة، ولن تتأثر به المجتمعات الشبانية او التي تتجاوز نسبة الشباب فيها السبعين بالمئة.
او على الأقل يعمل هذا الفيروس على خلق سوق أدوية جديدة لا تتحكم فيها "كارتلات" الطب التقليدية، خصوصا وأن الزعزعة التي أحدثها "هواوي"، تكنولوجيا، في أسواق التكنولوجيا والبورصات، ما زالت شاهدة، على نوع جديد من الصراعات غير الصفرية في العلاقات الاقتصادية والدولية..
ما هو أكيد أن منتجي الدواء العالميين لن يخسروا كثيرا، في هذه التي تشبه حربا، بل سنهضون منها بتحكم أكبر في الأسواق، حتى وإن سقط إسم و جرى تعويضه باسم، ولا أقول سقطت جنسية وعوضتها جنسية في زمن الشركات متعدد الجنسية..
خارج النص:
الفيلسوف هادغر، كان يحلم يإقامة سد منيع من الأسود لحماية الدم الجرماني من التلوث بدماء أخرى، وهي الفكرة التي ألهمت هتلر ومن نظروا له على وضع الالمان في هرم السامية، ودونهم بقية الأجناس والأعراق.. وما تبع ذلك من عنف عالمي.

شوهد المقال 494 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك