جباب محمد نور الدين ..... الأخ الفيسبوك يسألني إن كنت أعرف عبد الله العروي
بواسطة 2014-11-11 23:19:32

د. جباب محمد نورالدين
بين حين وآخر يقدم لي الفيس بوك صورا وأسماء لأشخاص ويسألني إن كنت أعرفهم، أحيانا أتعرف على بعضهم ، لكن إلى حد الآن لا أعرف لماذا يقدم لي الفيسبوك أسماء دون غيرها، كما لا أعلم المعايير المعتمدة في ذلك ،أم أن المسألة هكذا عشوائية .
قبل قليل لما فتحت صفحتي وجدت الأخ الفيسبوك يسألني عن أسماء من ضمنهم المفكر الكبير عبد الله العروي ابتسمت وحدَّثت نفسي وقلت ،إذا كان هناك جزائري يعرف عبد الله العروي فهو أنا ، رغم اني لم أصادفه ولا مرة واحدة في حياتي، رغم زياراتي المتكررة للمغرب التي التقيت بها بالمفكر الراحل محمد عابد الجابري و الكثير من النخبة المغربية ولم أفكر قط الاتصال بعبد الله العروي .بعدها عادت بي الذاكرة إلى منتصف الثمانينيات وبالضبط إلى سنة 84 وإلى مقهى "اللوتس " المحاذي للجامعة ،كنت أجلس مع اصدقاء معظمهم من الأدب العربي ومن ضمنهم شاب اسمر لم يسبق لي التعرف عليه ، من خلال لهجته ولكنته عرفت أنه ينحدر من الغرب الجزائري ،كان يتحدث بإسهاب وإعجاب حد الافتتان بعبد الله العروي وفكر عبد الله العروي وكان الحضور يستمع إليه باهتمام بدا لي انهم يسمعون شيئا جديدا ، ما زاد في حماس الشاب حد السيطرة على الجلسة. كنت استمع ولم أنبس ببنت شفة .
بعدما انتهى من مرافعته أمام انبهار الحضور وجهت له بعض الأسئلة ارتبك بعض الشيء بعدها شرحت له ما لم يقله العروي الذي كنت قد قرأته في إطار بحث جامعي ما جعل ذلك الشاب، وقتها كنا كلنا شباب، يستفسر عن بعض المسائل بعدما كان يحاضر ويرافع ،بعد انتهاء اللقاء ودعنا ذلك الشاب الذي كان يحمل حقيبة وكان متوجها إلى محطة القطار للالتحاق بإحدى الثكنات العسكرية لأداء واجب الخدمة الوطنية .
المرة الثانية التي التقيت ، صدفة بساحة أول ماي ،ذلك الشاب الأسمر الذي ينحدر من الغرب الجزائري كان أيام العصيان المدني الذي قادته الجبهة الإسلامية وجدته يقف بجانبي فتعرفنا عن بعضنا من جديد وعن ذلك اللقاء الذي جمعنا قبل سنوات بمقهى اللوتس وعن عبد الله العروي وعن الأيديولوجيا العربية وعن العرب والتاريخ ،ومنذ ذلك التاريخ اصبحنا اصدقاء إلى يومنا هذا .إنه الصديق حميدة عياشي
تحية إلى عبد الله العروي الذي كان السبب المباشر لهذه الصداقة ، وكان آخر من كتبت عنه في الموسوعة الفلسفية .
شوهد المقال 2036 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك