العودة إلى الجذور وأشياء أخرى " قراءات في الفكر النقدي لمدرسة فرانكفورت " الدكتور جباب محمد نورالدين
بواسطة 2013-01-15 20:17:32

بعدما فرغت من قراءة كتاب الصديق و الزميل الدكتور كما بومنير الموسوم " قراءات في الفكر النقدي لمدرسة فرانكفورت " استقرت في ذهني فكرة راودتني من فترة حول جيل جديد من الباحثين و المشتغلين بالفكر الفلسفي يسعى جاهدا وجادا لتخطي " القشور " و الغوص في الجذور ليقف عند المفاصل الأساسية للفكر الفلسفي المعاصر الذي يقوم ،كما يبدو لي، على أركان ثلاثة يتعذر كثيرا دخول الفلسفة المعاصرة إلا من أبوابها الشامخة أولها ""ماركس" وثانيها "نيتشه" وثالثها "فرويد"
الأول اكتشف دور الجماهير في التاريخ من خلال قانون فائض القيمة ،أما الثاني من خلال إعلانه سقوط المطلق ،أما ثالث الثلاثة فقد اكتشف عالما جديدا سماه اللاشعور . هذه هي مرتكزات الفكر الفلسفي المعاصر وخير مدخل لها فلسفة الألمان وليس غيرها.
هذا ما جعل جيلا جديدا من الباحثين في حقل الفلسفة في الجزائر يولي وجهه شطر الألمان متخطيا الكثير من الفلسفات التي قد تكون عاشت على هامش الفلسفة لألمانية .هذا التوجه الجديد دشنته الباحثة الرائعة و الموهوبة صاحبة الذكاء الخارق الدكتورة نادية بونفقة التي قادها اهتمامها بالفلسفة الألمانية إلى دراسة اللغة لألمانية فكانت في الصباح أستاذة الفلسفة وفي المساء طالبة في قسم اللغة الألمانية. وبعد حصولها على الليسانس في اللغة الألمانية ،وكانت الأولى على دفعتها،هي حاليا على وشك مناقشة الماجستير في اللغة الألمانية .
الكتاب ليس الأول للزميل كمال إنه الثاني بعد الكتاب الموسوم " النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت :من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث "وهو رسالة الدكتوراه التي تقدم بها إلى قسم الفلسفة بجامعة الجزائر
وما ساعد الزميل و الصديق كمال بومنير على "الغوص " في دهاليز الفلسفة الألمانية إجادته، إلى جانب اللغة الفرنسية و الإنجليزية ، اللغة الألمانية التي قال عنها ذات يوم فيلسوف ألمانيا العظيم هيغل :يجب أن نعلم الفلسفة كيف تنطق اللغة الألمانية . ولقد صدق هيغل لقد نطقت الفلسفة باللغة الألمانية وأبدعت و أبهرت العالم
الكتاب جاء في شكل ست دراسات لأعلام مدرسة فرانكفورت كما هو مبين في خلاف الكتاب التي يقول عنها أنها "تعرفنا بأعمال هذه المدرسة بمزيد من التفصيل ". كما احتوى الكتاب على ترجمة بعض نصوصهم الفلسفية التي يقول الدكتور كمال أنها "هامة وتقدم صورة أوضح لأعمال هؤلاء المفكرين باعتبارها مادة معرفية قد تمكن القارئ من الاتصال المباشر بفكرهم.
أثناء دردشة بيني و بين الصديق كمال بعدما أهداني نسخة من الكتاب كانت لي هذه الجملة من التساؤلات : ألا تعد مدرسة فرانكفورت مدرسة حربية ؟ ألا يعد روادها بمثابة قيادة أركان هذه المدرسة الحربية ؟ لماذا أعلنوا الحرب على العقل و من ورائه كل عصر الأنوار ؟ ما علاقة الحرب العالمية الأولي و الثانية بعصر الأنوار و عصر العقل ؟ ما علاقة هتلر بألأنوار ؟ هل كانت عادلة حرب مدرسة فرانكفورت على العقل ومن ورائه عصر الأنوار ؟.
بعدها أنهيت الدردشة مع الصديق كمال بتساؤل في شكل استفسار : الحلفاء انتصروا على هتلر وهزموه بعدها فككوا ألمانيا ومزقوها ،ألا تعد مدرسة فرانكفورت تفكيكا و تمزيقا ثقافيا لألمانيا بعد التفكيك و التمزيق السياسي ؟
شوهد المقال 4757 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك