الذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور الشيخ عشراتي
بواسطة 2021-01-20 03:01:36

الوطن الثقافي
منذ سنة بالضبط خسرت البيض ركنا من أركانها، وارتاح الكثير من الجبناء لرحيل قلم أزعجهم كثيرا، لمس الراحل كل النقاط بكل شجاعة، ولم يخش بطش الأشباه ولا استسلم لاغراءاتهم ..
قبل سنة كتبنا: الشيخ عشراتي طبيب الفقراء في ذمة الله، واليوم نذكره لندعوا الله الرحمة له والجنان.
من هو الدكتور عشراتي الشيخ ؟!
هو:
الشيخ عشراتي ولد الريمس المولود بتاريخ 16 مارس 1949 ببادية بوعلام ولاية البيض، من والدين أميين، والدته ربة بيت بامتياز و مفتونة بالحياكة و النسيج‘ والده كان راعيا بسيطا و مزارعا يتنقل بين الصحراء و التل بحثا عن الكلأّ، قائدا لقوافل التجارة بين مزاب و قورارة. انتقل والده مع بداية 1957 لمدينة البيض أين امتهن الخياطة، كان خياطا بارعا للبرانيس و الجلاليب، حريصا على تعليم أبنائه لما عاناه من الأمية.
درس المرحوم بمدرسة البنات (الآمال حاليا) لكن سرعان ما تم تسريحه لأنه من العرب، يذكر المرحوم أن فرحة والده لم توصف لأنهم سرحوه من المدرسة، هكذا سيتفرغ للكتّاب كليا و سيحفظ القرآن.
سنة 1961 أعيد تسجيله بمدرسة بها أربعة أقسام لـ"فيلاج ناقر" سميت يومها( مجمع السحيمي قادة المدرسي)، هي الآن متوسطة ابن خلدون، لكن لم يتمكن من اتمام الدراسة بسبب مرض أصابه لم يعرفه المرحوم أو يجد أرشيفه.
خريف 1962 التحق بالمدرسة مجددا لكن هاته المرة تحت إشراف معلمين جزائريين، أعجب بمستواه الأستاذ الزاير الشيخ رحمة الله عليه ليقترح على زملائه أن يقفز لمستويات أعلى بعد قبول الأستاذ بن علال الطيب رحمة الله عليه، كان للأستاذ مساهل عبد القادر رحمة الله عليه حصة إملاء فطلب من المرحوم عشراتي الشيخ أن يجلس و امتحنه، كان الوحيد الذي أخطأ خطأ واحدا فقط دون زملائه، ليطلب منه الجلوس.
جوان 1965 حصل على شهادة الدروس الابتدائية، ليدخل في مسابقة الدخول لمدرسة المعلمين بغليزان 09/1965 بعد أن قرأ إعلانا في الجريدة، ليلتحق بها بعد قبوله، و التي من المفروض أن يدرس بها أربع سنوات ليصبح معلما مساعدا، رفقة جبيري حميد، عبد الجبار(من سيدي بلعباس) مكاوي علي،
1966/1967 ينتقل إلى مدرسة المعلمين بوهران شارع عدة عبد القادر (ثانوية حاليا)، ليلتحق به المرحوم ماحي أحمد بن الساسي.
1967/1968 نال شهادة الأهلية BCG
1968/1969 السنة الرابعة ،7 أشهر تكوين بيداغوجي بدار المعلمين
خريف 1969 حصل على شهادة البكالوريا جزء أول كمترشح حر.
1969/1970 معلم مساعد بمدرسة بلبوري عبد القادر حي النخيل بسعيدة.
ماي 1970 نال شهادة الكفاءة العليا الجزء الأول BSC1.
أكتوبر 1970 نال شهادة الكفاءة العليا الجزء الثاني BSC2 ليصبح مدرسا.
أكتوبر 1970 انتدب للمعهد التكنولوجي للتربية عدة عبد القادر كأستاذ التعليم المتوسط للرياضيات( وهي دار المعلمين التي تخرج منها سنة 1969.
جوان1972 تحصل على البكالوريا علمي و تخرج أستاذ تعليم متوسط.
سبتمبر 1972 سجل سنة أولى للطب و عين أستاذ للتعليم بمتوسطة خديجة أم المؤمنين للرياضيات و العلوم بالعربية، لم يكمل شهرا و التحق بجامعة السانيا في كلية الطب ليتخرج منها أكتوبر 1979.
مارس 1980 اشتغل طبيبا بالمؤسسة الوطنية للبناء DNC كطبيب للعمال
سبتمبر 1980 التحق لأداء الخدمة الوطنية بسيدي بلعباس ثم إلى الشلف حتى سنة 1982.
1982 عين مديرا للقطاع الصحي بالشلف، استقال لظرف عائلي (مرض والدته رحمها الله) ليستقر بالبيض و يأسس عائلته الصغيرة 1983 مع رفيقة دربه المدرسة مثمرا نجله الوحيد فاروق، مروى وآخر العنقود عبير.
1982/1984 طبيبا بمستشفى البيض.
نوفمبر 1984 طبيبا في القطاع الخاص إلى وفاته.
كان ناشطا جمعويا رئيسا لجمعية ذوي الاحتياجات الخاصة رفقة الآباء البيض (الأخت تيريزا برقاام عبد القادر، قودجيل حسين،..... حتى تم افتتاح مركز بيداغوجي خاص بهم ليستقيل بعد اتمام مهمته.
رئيسا لجمعية مرضى القصور الكلوي و بعد افتتاح مركز تصفية الدم استقال.
حكايته مع الصحافة:
كانت له خواطر مبعثرة و يوميات هنا وهناك اكتشفته جريدة الشروق اليومي في 01 فيفري 2001 بعد ثلاثة أشهر من إصدارها(نوفمبر 2000)، عندما رد على تصريح استفزازي لبن زاغو رئيس اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التربية تحت عنوان "الفرنسية أقرب إلينا" ليكتب بالجريدة عمودا يوميا تحت عنوان "حجرة في السباط"
2003 اقترح عليه أن يجمع مقالاته في كتاب "حجرة في السباط" الجزء الأول الذي ضم مقالات عام واحد 02/02/2001 إلى 31/12/2001.
تم إبعاده من جريدة الشروق بعد تدجينها سنة 2005، و غادر مع المغادرين(عبد الله قطاف، بشير حمادي، عمار نعمي، ابراهيم قارعلي و غيرهم)
كان مساهما في الكثير من الجرائد المكتوبة و الالكترونية الوطنية والدولية (الحوار، البلاد، القدس العربي، زاد دي زاد، بث برس...........)
ترك الشيخ عشراتي رصيدا ثريا لنا جميعا و خاصة في المجال السياسي‘ بالرغم من التضييق الذي تعرض له من جراء علو صوته لكلمة الحق بقي يدافع عن أفكاره حتى اخر ايامه ومنشوراته على مواقع التواصل توثق ما قاله سابقا و يحدث حاليا بحذافيره. كان رجلا يصعب هزمه و شجاعا لا يهاب شيئا.
ما يهم فعلا الان ان يبقى حب الوطن و البلاد مزروعا في ثنايا هذا الجيل....
مجلة الفضاء الثقافي ولاية البيض.
شوهد المقال 288 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك