جباب محمد نور الدين ـ عبد الحميد ابن باديس كان مقاومة ثقافية
بواسطة 2020-04-18 14:09:45

د. جباب محمد نور الدين
نفس الأسطوانة المشروخة ونفس الأغنية المملة تتكرر كل سنة بمناسبة يوم العلم الذي يصادف رحيل الشيخ الجليل عبد الحميد ابن باديس ، البعض يطالبه في مزايدات جاهلة بحمل السلاح وتحرير الجزائر و البعض الآخر يطالبه بتحرير شمال إفريقيا .
الشاب عبد الحميد بن باديس عاش ومات وعمره 50 سنة ، هذا العمر القصير جدا أنتج فيه ما عجزت عنه مجموعة كبيرة من المخابر وفرق البحث في الجامعة الجزائرية والكثير من أساتذتها في الجزائر المستقلة ، ومن اطلع على الأجزاء الأربعة الموسومة "كتاب آثار ابن باديس" التي جمعها وحققها الدكتور عمار طالبي أطال الله في عمره ، من اطلع على تلك الأجزاء يدرك أن الرجل قاد مقاومة ثقافية كبيرة وقوية .
لقد كرس الشيخ الشاب كل حياته للمقاومة الثقافية والفكرية من خلال الجمعية الثقافية التي أسسها" جمعية العلماء" التي كانت تضم مجموعة من المعلمين ، والتي لم تسلم من التضييق والحصار والتهديد في كل مرة بغلق الجمعية من طرف الاحتلال وإدارة الاحتلال التي كانت تعي جيدا الأهداف البعيدة للجمعية
إن ذكاء الشيخ وحنكته رغم حداثة سنه جعله يعرف كيف" يلاعب" الاحتلال وإدارة الاحتلال وقوانين الاحتلال.لقد استطاع هذا الشاب أن يفتح عشرات المدارس في ربوع الجزائر، في قراها و"مداشرها" قبل مدنها .
لو تطرف الشيخ الشاب وتعنت و "خشن راسو" أمام قوة وجبروت الاحتلال وإدارة الاحتلال لكانوا أغلقوا له الجمعية وقالوا للشيخ" روح تاكل دوبارة حارة وسخونة في رحبة الجمال وأدي معاك صحابك المعلمين " وكان قد انتهى أمر الجمعية ومشروع الجمعية، ويبدو أن هذا ما كان يتمناه من يحاربون اليوم هذا الشيخ الجليل .
شوهد المقال 297 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك