صحيفة الوطن الجزائري : اميلي بطرس ـ كتاب الحكايات للفيلسوف خالد الهواري اميلي بطرس ـ كتاب الحكايات للفيلسوف خالد الهواري ================================================================================ Guest on 03:59 30.07.2019 اميلي بطرس سمعت كثيرا عن كلمة الدهشة التي يرددها الكثير من الناس في مواقف مختلفة تمر في حياتهم ، وكنت اعتبرها حالة من حالات المبالغة في وصف احداث معينة كانت اكبر من قدرتهم علي التعامل معها ، سمعت ايضا وقرأت في احاديث المثقفين وكتاباتهم ، عن تحرر العقل من الواقع المادي ، والسفر عبر العوالم التي تصنعها خيالات وافكار الفلاسفة ، ولكن لم اكن انتظر انني يوما سوف اكون من هؤلاء الذين يمرون بهذه التجربة، واصدق ان يتعرض الانسان الي حالة من الدهشة ، حتي اتاحت لي الفرصة وحدها وبدون ترتيب ، وكأنها منحة قدرية ، الحصول علي كتاب ( الحكايات ) للفيلسوف العربي ، خالد الهواري ، صاحب اطول فترة زمنية في المنفي والعزلة . الحقيقة انا مدين بالشكر لمسافر من اصول عربية ترك بالصدفة الكتاب علي المقعد المجاور لي في الطائرة ، واعترف انني لم احاول ان اخبرة بذلك ، وسارعت علي الفور بأخفاء الكتاب في حقيبتي .قبل ساعة واحدة من ان افتح الكتاب، لم يكن لدي ابدا القناعة ان هناك عوالم خيالية من الافكار تتحول الي عوالم حقيقة ، وتقنع القارء انها عوالم موجودة في اماكن لانعرفها ، يختلط فيها النور والظلام لدرجة التواطئ في علاقة كونية ، ان يتحول الانس والجن والملائكة الي كائن واحد ، الخير والشر يتصارعان ويستسلمان في النهاية للاقدار الالهية ، تتحول الكائنات الجامدة والثابتة في اماكنها الي افكار تتسلل الي عقول البشر وتتحكم في تصرفاتهم اليومية ، ان تتحدث الاشجار مع الطيور التي تأوي اليها فتحدث بينهم حالة من العشق الحقيقي يتابعها القارء وينحاز الي احد اطرافها ، ان تشفق النار علي ضحاياها فتخدع الحراس وتكون بردا وسلاما في ساعات الصباح الاولي التي تستقبل فيها الارواح قطرات الندي ، ان يستطيع كاتب تحويل الاساطير التاريخية الي واقع يدخل اليه القارء ويسقط في دهاليزة ولايستطيع برغبتة الكاملة ان يغادر هذا العالم.هذا الكتاب ، ليس مجرد كتاب ينتهي مصيرة الي ارفف المكتبة ، انه جزء من تاريخ الانسانية، اضافة الي الفلاسفة العرب الذين اثبت التاريخ انهم اول من اشعل نور الحضارة الفكرية واقتبس العالم من نورهم وتقدم في طريق الحضارة والتنوير . دارسة في الدراسات العليا . جامعة ماكجيل . كندا