محمد محمد علي جنيدي ـ لا ترتعد
بواسطة 2019-05-25 23:39:52

محمد محمد علي جنيدي -مصر
نفترض إنك تخشى وصول جماعة ما تتخذ من الدين ذريعة لوصولها للحكم، ونفترض أن رأيك هذا صحيحا، هذا لا يبرر أبدا قدحك في الدين نفسه لتقول المقولة الشهيرة (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة) مع الدعاء بالمغفرة لقائلها، لأنه ببساطة لو لم يكن في الدين سياسة لكان دينا ناقصا، والله تعالى يقول عنه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) صدق الله العظيم.
لاحظ أن الحق سبحانه يقول بأنه أكمل.. وأتم.. ورضى، والحقيقة أن الإسلام هو منهج للحياة كامل وشامل وصالح للتطبيق في أي زمان ومكان ولإي وطن، هذه حقيقة ليست محلا للبحث الآن، ولكن لا يصلح إسلام عبدٍ إلا بها.
إذن العيب في أنفسنا التي سمحنا لها الإعتقاد والترويج لهذه المفاهيم الخاطئة، ويمكنك أن تكتشف بذاتك على أي أرض إيمانية أنت تقف لو أنك استطعت أن تفصل بين الراغبين في الحكم بدين الله سواء كانوا صادقين أو كاذبين وبين دين الله ذاته، فإذا كنت صادق الرغبة في أن يكون الحكم لدين الله ذاته فليست لديك مشكلة، وإذا كنت خائفا أن يلزمك هذا الدين في حياتك بضوابط شريعته، فأقول لك بأنك لست وحدك من ترتعد منه، ولكن كذلك الكثير من الدول والمؤسسات والأفراد في العالم كله تخشى نهوضه بنا من مرقد الضعف والخزي والتخلف - لأنهم - يقرأون تاريخنا جيدا ويعلمون أن هذه الأمة هي الوحيدة التي حكمت به لأكثر من ألف عام أهم رقعة جغرافية في العالم حكما رشيدا بلغت به حدود الأندلس، ولم يستطع أحد اقتحامها أوتفكيكها حتى في أضعف حالاتها إلى أن كاد ومكر ودبر عدوها لها بليل لكسر شوكتها.
هلا علمت لماذا يخيفونك من شريعتك ويقدحون في كمالها لأنهم عزيزي - باختصار - أكثر منك خوفا.
m_mohamed_genedy@y
شوهد المقال 249 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك