خميس قلم ـ الموغل في الجمال .. إلى كل من يعرف حمادي الهاشمي
بواسطة 2018-10-31 01:25:38

خميس قلم
ليس غريبا أن يخطر حمادي الهاشمي في ضمائر أصدقائه في عمان و الإمارات وفي هذا الوقت؛ فهذا موسم هجرته لدفئه الذي هو بردنا..) ما زلت أفضل وصفه بسمكة مهاجرة بدل طائر.. الحركة في الماء لا تتطلب الجهد و العضلات الفضائية.. ههو انسيابي إذن؛ سمكة فصيحة تناقش في البر و البحر و الجو .. سمكة من تلك الأسماك الطيارة.. تناقش الأعماق و الآفاق)..
حمادي الهاشمي فنان تشكيلي اعتاد أن يذيب صقيع بروكسل بزيارة للخليج تمتد لأشهر يقيم خلالها معرضا فنيا؛ ويقيم مع أصدقائه الذين أودع لهم و معهم مخطوطاته الشعرية؛ مخطوطات توثق لعلاقته الجمالية بالمكان و الإنسان؛ الحجر و البشر و الشجر؛ يا للسجع!
حمادي كتلة من الأحاسيس؛ تنشط حواسه في الطبيعة؛ كم قد رأيته يتشحط بهجة أمام منظر جبال محضة؛ ويصف شجيراتها بعين منتبهة، يصيخ بوقار قديس للعشوية طائر الليل الزاعق محاولا أن يدرك ما وراء الصريخ.. و يرى العسبق شجيرة مضيئة.
حين ترى هيئة حمادي تبخسه قدره؛ فهو يبدو - بالسمرة النافرة على رأسه أعني كشته - يبدو أنه شخص لا أبالي؛ غير مكترث بشيء؛ غير أن المظهر غير المخبر؛ فحمادي إنسان منظم؛ يعرف كيف يدير وقته؛ ويستثمر محيطه للإنتاج الفني و الأدبي؛ لا يمر يوم عليه دون أن يتمرن على تخطيطات فنية أو يكتب مشاعره نثرا و شعرا فضلا عن متابعاته للساحة السياسية و أحوال العالم.. المفارقة وهي لست كذلك أن عمال الحدود أوقفونا مرة وبالغوا في تمرير أياديهم علينا و على أشياءنا.. وأعذرهم لأن هيئة حمادي تشجع على الشك فيه..ههه. وقد كتبت نص " المفتش " تخليدا لذلك الموقف.
قبل قليل كنت أقلب موسوعة عصر النهضة/ الباروك لثروت عكاشة؛ تفاجأت بهوامش كتبت بقلم رصاص؛ إنها تعليقات حمادي العظيم؛ وقد كان أخبرني بملاحظاته على بعض معلومات الموسوعة مثلا لوحة سقوط إيكاروس في متحف بروكسل وليس فيينا كما أورد الكاتب و كتصويباته التاريخة يعلق مثلا " البدائيون الفلامانيون قبل عصر الباروك بقرنين..هناك خطأ في الترتيب الزمني" فضلا عن اقتراحاته في ترجمة الأسماء مثلا يقترح بوركتديا بدلا عن برجنديا... لست في مزاج عرض ملاحظاته و لا أدري هل هو محق فيها أو لا.. ما يعنيني أن هذا الراحل الماثل أمامي الآن يلقنني درسا في اسثمار الوقت و الإيغال في الجمال..
شوهد المقال 2380 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك