علاء الأديب ـ المؤسسات الثقافية وواقع الحال المرير
بواسطة 2018-10-25 01:45:12

علاء الأديب ـ نابل تونس
لن تثنينا عن حضور المهرجانات الأدبية الهادفة ألإمكانيات المادية لتلك المهرجانات لأنّنا نعلم علم اليقين بأن مثل تلك المهرجانات من آخر اهتمامات المؤسسات الثقافية الرسمية التي ينصب جلّ اهتمامها على المهرجانات التي تتصف بالإلهاء كالرقص والغناء وليته الهاء أنيق .
وحتي بعض المهرجانات الادبية التي تصرف عليها اموال كبيرة نسبيا من قبل تلك المؤسسات لاتكاد تكون اكثر من مهرجانات استعراضية تنتهي بانتهاء ايامها الثلاث او الأربع .ولاتأتي أكلها لأنّها لم تبذر شيئا.
أعوام وانا اتابع بدقة مايحصل ولم أكتف بأن اراقب عن كثب بل عايشت وعشت مايحصل من خلال البيت الثقافي العراقي التونسي الذي يعدّ جمعية من الجمعيات التونسية المثبتة رسميا في جريدة الرائد الرسمي التونسي .
وقد تمكنت بالفعل من الحصول على الصورة الحقيقية للمثقف الحقيقي تحت ظل هذا الوضع المزري للتعامل معه ومع مايمثله ذلك المثقف من جمعية ثقافية او نشاط ثقافي .
هذا ناهيك عن التعامل المضني مع تلك الجمعيات من خلال البيروقواطية المقيتة التي تحول المثقف الى ساع للبريد او متابع لاعمال ورقية بين هذي الدائرة وتلك ليؤمن الوثائق التي قد يحصل من خلالها على بعض الملاليم التي لاتكفي حتى لاستقبال ضيوف نشاطه الادبي.
أما بالنسبة لتعامل المسئول مع المثقف فهذا لايقل وصفا عن تعامل المتفضل مع الشحّاذ .
فبمجرد ان يعرف المسئول بأن مثقفا ينتظر السماح لدخول مكتبه فانه يختلق العذر الجاهز كي لايلتقيه .السيد المسؤول في اجتماع.
ومع كل هذا فإن المثقف الحقيقي لن يسأم ولن يكل او يمل وبالمؤسسة الثقافية أو غيرها يستمر بالعطاء وهذه هي الرسالة الحقّة التي لايمكن أن يضطلع بها الا اصحابها.
نعم لقد اتاحت لي هذه الأعوام ان ارى بإم عيني ماكنت اسمعه عن معاناة المثقف التونسي الملتزم وما كنت لاصدقه.
وعشت ماعاشوه بالفعل .وأسفت كثيرا لما يتكرر يوميا من دفن للثقافة الجادة المثمرة على حساب ثقافة سطحية مدمرة لا منهج لها ولاسبيل للارتقاء بمستوى الشباب من الجيل القادم .لذا فإنّ عاينا كمثقفين حقيقين ان نقف الى جانب كل من نشعر بأنه بحاجة الى العون والدعم ممن ينشد لبلده الخير من خلال نشاط ثقافي وطني هادف بعيد عن السطحية والتفاهة واللا منهجية وإن كلفنا ذلك بأن نبيت في العراء أو ان نقيم مهرجاناتنا على ارصفة الطرقات. تونس بحاجة لمثقفيها الحقيقين الذين لابدّ ان يكون لهم دورهم الفاعل في احياء تراثها وامجادها وتوعية الجيل الجديد بأنها بحاجة امن يخلف من سبقوهم بحمل راية الثقافة فيها .تونس بحاجة لمن يعيد بذر العربية في نفوس شبابها واطفالها لتثمر عن كتّاب وشعراء يخلفون اجدادهم.تونس بحاجة لمن ينهض من جديد بواقع ثقافي مترنح فيها منذ ان فقد اهتمام السلطة اذ بان حكم رئيسها السابق.
وإن كان لابد من ذلك فعلا ولم يجد المثقف في تونس من المؤسسة الثقافية الرسمية ما يعينه على هذا الدور الكبير فلابد من الإعنماد على النفس بعمل جماعي يتبناه كل مثقف مخلص .فثقافة هذا البلد وغيره من البلدان ليست من مسؤولية حكومة تجيء وتمضي لكنها مسؤولية شعب خالد الى الابد .
وفق الله جميع المخلصين لبلدانهم في كل مجلات الحياة وأخزى كل متقاعس .
وحما الله العراق وتونس وكل اوطان العرب من سياسات طمس الهوية العربية والعمل على قتل كل ماهو عربي عروبي فيها والله من وراء القصد.
شوهد المقال 727 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك