خميس قلم ـ هكذا يسلبون وقتنا الذي لا نملكه
بواسطة 2018-09-24 01:11:36

خميس قلم
المتابع للواتس أب يلاحظ أن به مشتركين نشيطين دائمي الاتصال و المشاركة؛ لا يكاد أحد يبدي رأيه في شأن أو يساهم بمادة - حتى إن كانت لا تثير الجدل- إلا و وعلقوا عليها بالكتابة أو الصوت أو بأيقونات الصور المعبرة.. وهم رغم ذلك يحشدون في فضاء الواتس أب سواء الفردي أو الجمعي يحشدون مواد مختلفة من مقاطع فيديو و روابط و صور و تعليقات عمادها القص و اللصق..
لا أذم القص و اللصق إن كان به فائدة أو ترويح غير أن الملاحظ أيضا إغراق هؤلاء الواتسأبيين في نشر و زحم الفضاء الافتراضي بتفاهات ما أنزلت بها المعرفة من سلطان؛ نجد أكاذيب و أباطيل و إشاعات و خزعبلات و سخريات و سوقيات و عنصريات و خذ وهات .. حتى ليمسي المتلقي لهذه الرسائل في بحثه عما يفيده كحاطب ليل..
قد طغى الغث على السمين إذن في هواتفنا و تطبيقات التواصل لدينا؛ و من هنا نبع السؤال :
هل إغراقنا بهذه التفاهات مسير أو مخير؟
لا تعنينا النوايا؛ و لا نحتاج سوى لمتراس يقينا السهام التي تتقصد - أو من دون قصد - تصيب عقولنا و وقتنا .. أولئك الذين لا يخفون علينا و نعرفهم بإسهالهم الواتسأبي علينا أن نقيم موادهم المبثوثة، و نرجحها في ميزان المعرفة؛ فما وجدناه ذا قيمة أثبتناه و إلا نفينا النفايات..
و لنتذكر أن لأغراق أسلوب من أساليب تمييع القضايا و إشغال الناس و سلب الوقت.. الوقت أثمن ما يملك الإنسان. و إن كان لا يملكه حقا..
شوهد المقال 3592 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك