الشيخ اليزيد ـ موقع ملاكو ببجاية، أبحاث وأفاق سياحة
بواسطة 2018-09-11 02:39:20

الشيخ اليزيد
تشهد الجزائر في العشرية الأخير ديناميكية في ميدان علم الأثار، حيث شاهدنا انطلاق عدة مشاريع حفرياتأثرية يؤطرها باحثين جزائريين، ويشرف معهد الأثار على أكثر من عشر حفريات اثرية وموزعة على ربوع الوطن كما تشرف مراكز البحث على أخرى. فيعد مشروع حفرية الموقع الاثري لملاكوبولاية بجاية من التجارب الفريدة من نوعها بعد الاستقلال، حيث اكتشف اثناء انجاز اصبار لاختبار التربة على مستوى المكان المسمى ملاكو بقرية أخناق ببلدية صدوق من اجل تحديد مسار الطريق الاجتنابي الذي يربط مدينة بجاية بالطريق السيار شرق-غرب. ان التشخيص الذي أقيَم على هذا الموقع يندرج ضمن الحفرية الإنقاذية والذي كلف الدكتور بوخنوف ارزقي وزملائه من معهد الاثار، جامعة الجزائر2 من اجل ذلك. وهي ثالث تجربة من هذا النوع من المشاريع في ميدان الأثار على مستوى الوطني،فتتمثل التجربة الأولى في محاولة انقاذ موقع عثر عليه أثناء بناء مجمع سكني بولاية تيبازة والثانية على موقع اكتشف اثناء انجاز مشروع مترو الجزائر بالقصبة السفلى، ففي كل مرة يستدعى فيها خبراء أجانب من أجل تحديد وجهة المشاريع. فتجربة الموقع الاثري لملاكو اثمرت بتحريف مسار الأصلي للطريق السيار وأثمر أيضا بمشروع حفرية مبرمجة والتي يشرف عليه نفس الفريق "المكلف بتقييم طبيعة المكتشفات" من معهد الأثار.
وبعد مرور أربع سنوات من اعمال الحفرية وبمعدل خرجتين في العام توصل الفريق الى استخراج قطاع كامل واستخراج عدة أجزاء أخرى من الموقع. ومن اجل المحافظة على هذا الموروث يقوم الفريق المكلف بأشغال الحفرية بمساعدة الجمعيات المحلية بإقامة عدة نشاطات في الموقع منها تنظيم ورشة حفرية لفائدة تلاميذ المدارس، القاء محاضرات مع تنظيم أبواب مفتوحة على الموقع، كما تنظم الجمعيات المحلية وجبة الغذاء "الكسكس" للزوار وأيضا سهرة فنية. تندرج هذه النشاطات ضمن "فستفال ملاكو" الذي يسمح للمواطن باكتشاف ميدان علم الاثار.
لقد أفلحت هذه التجربة بإنقاذ الموقع الاثري لملاكو الذي يعتبر شاهدا على المقاومة الشعبية في الفترة القديمة، ويعبر على رفض الشعب لأي رضوخ الاحتلال.
شاعر و اديب و باحث في الشأن الأمازيغي و التراث المغاربي
شوهد المقال 1605 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك