فوزي سعد الله - من هذا القصر كانت تُحكَم الجزائر
بواسطة 2015-09-19 00:21:23

فوزي سعد الله
هكذا كانت ساحة الشهداء الحالية: الجامع الجديد (الحنفي) على اليسار، وقبالته قصر الداي الشهير بـ: "قصر الجُنَيْنة" الذي أزالته إدارة الاحتلال من الوجود عام 1857م. ولم يبق من هذا المركَّب "الملكي"، الذي كان بمثابة قصر المرادية اليوم في حي الغولف، سوى قصر دار عزيزة بنت الباي المقابل لجامع كتشاوة.
هذه الساحة الشاسعة بين القصر والجامع الجديد التي نشاهدها على الصورة ما كانت موجودة في العهد العثماني، وإنما وُجدت بعد تهديم جامع السيدة، أجمل وأكبر جامعفي مدينة الجزائر حينذاك، بشكل جزئي عام 1831م ثم بشكل كامل عام 1837م. الأعمدة الرخامية التي تُزين مدخلَ الجامع الكبير اليوم هي أصلا سواري جامع السيدة .

قصر الجنينة في مدينة الجزائر في الحيّ الذي يُعرف اليوم بـ: ساحة الشهداء. يسارا: الجامع الجديد الذي ما زال موجودا إلى اليوم. يمينا موقف حافلات النقل الحضري حاليا.
الاتجاه يمينا يؤدي إلى باب الوادي، ويسارا إلى باب عزون...
على يمين ويسار القصر، يوجد نفقان، والنفق هو السَّاباط" في لهجة مدينة الجزائر وما زالت هذه العبارة متداوَلة إلى اليوم عندنا في قصبة الجزائر، وهما ممران فيهما محلات تجارية يخرج العابر إياهما قبالة جامع كتشاوة.
هنا في هذا القصر كان يتربع سالم التومي الثعالبي، وهو من أقارب سيدي عبد الحمن الثعالبي، حاكم جزائر بني مزغنة، وهنا تربع عروج اليوناني العثماني على عرش الجزائر بانقلاب خنق بموجبه بيديه سالم التومي، ومن هنا قاد خير الدين بربروس شقيق عروج الجزائر الفتية ليترك بعد وفاته "دولة لم تزل بزوال الرجال".

قصر الجنينة على اليسار في عمق الصورة والجامع الجديد في اقصى اليمين. في الوسط فندق لاريجونص الذي أُزيل ويوجد مكانه اليوم محطات الحافلات
قصر الجنينة الذي ترونه على الصورة بقي قصر حُكّام الجزائر إلى غاية عام 1817م عندما تركه خلسةً ليلا الداي علي خوجة عندما اشتم رائحة انقلاب عسكري ضده يُحضَّر من طرف زملائه وأصدقائه. ومنذ هذا العام، أصبحت "دار السلطان" أو القصر "الملكي" في الباب الجديد في مرتفعات الممدينة في "القلعة" أو "القصبة" التي سوف يتعمم اسمها لاحقا إلى كل مدينة الجزائر العتيقة.

الجامع الكبير وسواريه الرخامية التي كانت اصلا في جامع السيدة
وكدتُ أن أنسى أيضا أن سيدي عبد الرحمن الثعالبي، الله يزيد لُه في الشَّان كما يُقال، كان يسكن ويقدم دروسه هنا في هذه البقعةحيث نرى الخيام وتحديدا في مفترق الطرق بين الجامع الذي نشاهده يسارا ومحطات الحافلات الحديثة وومقر البريد....
قصر الجنينة هدّمته إدارةالاحتلال عام 1857م....
بداية تهديم جامع السيدة ... ونشاهد قصر الجنينة على اليسار
شوهد المقال 1513 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك