وليد عبد الحي - موت سقراط في رواية أفلاطون
بواسطة 2015-08-27 21:41:39

أ.د. وليد عبد الحي
الفيلسوف اليوناني الذي شغل الدنيا لم يترك مؤلفا ، ولكنه ترك أثرا في العقل الغربي لا يمكن تجاهله، ولعل طريقة موته توحي ببعض فلسفته (حيث توفرت له كل سبل الهرب من السجن، لكنه رفض)، يصف افلاطون موت سقراط قائلا(باختصار ):
" ذهبنا لزيارته ككل يوم في سجنه، فوجدنا زوجته تنتحب ومعها ابنهما الصغير، فطلب سقراط منا اخراجها ، وما أن تم سحبها خارج الغرفة وهي تنتحب، حتى جلس سقراط على مقعد وفرك رجله وراح يشرح لنا الفرق بين اللذة والألم.. فساله أحد اصدقائه واسمه " كريتو" :هل توصينا بشي بخصوص أبنائك؟ فرد سقراط :انتبهوا لأنفسكم، فعاد كريتو يسال سقراط: كيف تريد أن ندفنك؟ رد سقراط :كما تشاؤون ، وضحك قائلا :إذا لم أتمكن من الافلات منك؟.واضاف سقراط:.ان كريتو يخاطب الجثة التي سوف أصيرها ويسالها كيف يدفنها، ..كن شجاعا يا كريتو وادفنها كما تشاء..
ويواصل أفلاطون الوصف قائلا: وجاء الحارس المكلف بإعطاء السم لسقراط، وقال الحارس لسقراط: سيدي أنت تعرف ما الذي عليك فعله، أما أنا فلم اعرف في هذا المكان من هو أنبل منك ، وأثنى سقراط على نبل الحارس وزياراته له في السجن،..ثم نظر سقراط إلى كريتو وقال له : أعطني السم؟ فقال كريتو لكن الشمس لم تغب حتى الآن، فلماذا لا تتمتع بمزيد من الوقت؟ فرد سقراط قائلا: سأحتقر نفسي يا كريتو إن أنا تعلقت ببعض لحظات حياة إضافية...أعطني السم..وتجرعه بهدوء....
شوهد المقال 1361 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك