فوزي سعد الله - عن يهودنا وموسيقانا

فوزي سعد الله
".... كما يُلاحَظ بأن المبادرة في الغناء الجزائري كانت دائما جزائرية إسلامية واليهود اكتفوا عموما بترديد وممارسة ما كان يُنتجه الجزائريون المسلمون أو ما تبَقَّى ممَّا أنتجته الأندلس الإسلامية. وإلا كيف نُفَسِّر اليوم غياب أيّ عمل في الغناء الجزائري الحضري الكلاسيكي ومشتقاته الحوزية والعروبية وغيرها يحمل بصمة يهودية أو يُنسب لليهود بعد كل قرون العيش جنبا إلى جنب مع المسلمين؟
نحن نعلم أيضا بأن مثل هذا العمل غائب أيضا حتى في الأوساط السفاردية بفرنسا حيث هاجرت بعد استقلال الجزائر أغلبية الطوائف اليهودية الجزائرية، كما هو غائب حتى في إسرائيل وفي بقية العالم. ولو كان موجودا لَمَا تَمّ، دون شك، التعتيم عليه وإخفاؤه.
وفي الأخير تجدر الإشارة إلى غياب العنصر النسوي اليهودي عن عالم الغناء والموسيقى في الجزائر العثمانية سواء لغياب المعطيات المكتوبة أو لغيرها، بحيث إذا كانت بعض الأسماء الذكورية قد صمدت في وجه نقائص الثقافة الشفوية على غرار بن فَرَاشُو وابن الخَرَّايَة، فإن العالَم النسوي لم يترك عن نفسه أيّ أثرٍ بما في ذلك في النصف الثاني من القرن 19م وبدايات القرن 20م...
ولا ندري حتى الآن كيف نُفسر هذه الظاهرة عند طائفة تميَّزتْ نساؤها بِحُرِّياتٍ أكبر خارج البيت مهنياً واجتماعيَا في الوقت الذي سَجَّلَ فيه لنا القرن 19م في قصبة الجزائر اسم اللاَّ يَامْنَة بنت الحاج المهدي والمْعَلّْمَة تَمَانِي، على الأقل، عند المسلمين رغم ثقافتهم التي يقال عنها إنها محافظة...؟
وحتى الباحث الإسرائيلي تَالْ شُوفَالْ (Tal Shuval) المَطَّلِع على تاريخ الجزائر في العهد العثماني لم يذكر في كتابه المعروف حول مدينة الجزائر، الذي اعتمد فيه على المراجع الكلاسيكية وعلى وثائق الأرشيف، أيّ اسم يهودي نسوي عند تطرقه لـ: "نشاط النساء الاقتصادي" في هذه الحاضرة بما في ذلك النشاط الموسيقي الغنائي. لكنه أَوْرَدَ في المقابِل أسماءَ إسلاميةً مثل "المَاشْطَة"، أي الحَلاَّقة، التي توفيت في 1802م، و"نَصْرَة الدَّلاَّلَة" المتوفية في شهر ماي 1788م، و"عْوِيشَة بنت نَضْرَة الدَّلاَّلَة" المتوفية في شهر ماي 1789م، وتلك الزنجية التي كانت "مْعَلّْمَة حَمَّامْ الجُنَيْنَة"، في حيّ الجنينة بساحة الشهداء الحالية في مدينة الجزائر، التي توفيت في شهر أكتوبر 1802م. ويضيف شوفال إلى تلك النسوة، وهذا هو الأهم بالنسبة لموْضوعِنا، امرأتيْن أُخرييْن هما "المُغنية نَفِيسَة المَدَّاحَة" النَّاقِرَة للدَّرْبُوكَة أو الدُّفّ في الأعراس والفنانة الموسيقية – الآلَجِيَة "فَاطْمَة الكَمَنْجَة" اللتيْن توفيتا في شهر مايو / آذار 1786م3...
هكذا إذن تتضح لنا معالم الصُّورة الفعلية أو المستوى الحقيقي لـ: "الإسهام" اليهودي في التراث الجزائري بعيداً عن الإجحافات من جهة، لكن بعيدا أيضاً عن المُزايدات والدِّعاية والمجاملات المُبَالَغ فيها من جهة أخرى التي أفرزتها ظروف جيوسياسية خلال العقدين الأخيرين...
فوزي سعد الله: يهود الجزائر، مجالس الغناء والطرب. دار قرطبة، الجزائر 2009م.
Sur les Terrasses de la Casbah d alger face au vieux port ottoman....
على سطوح قصبة الجزائر قبالة الميناء العتيق العثماني....

Au bazar d Orleans a la basse Casbah de l Alger ottoman....lieux de commerce et loisirs
في فناء أحد الفنادق أو الخانات في مدينة الجزائر العثمانية....فضاءات للتجارة والتسلية...
Musiciens juifs a Mogador au Maroc....
فنانون موسيقيون يهود في مدينة موغادور في المملكة المغربية.
Fete juive au Maroc....
عُرس يهودي في المغرب...
Festin juif....
عرس يهودي...
شوهد المقال 2106 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك