فوزي سعد الله - أشياء عن "الدَّارجة" الجزائرية التي يُراد استئصالها من تربتها الحضارية

فوزي سعد الله
"....صدفةٌ مثيرة للاستفهام أيضا تلك المتعلقة بجُمْلة "عْلَى بِيدْ مَا"، بمعنى رَيْثَمَا، الشَّائعة في مدينة الجزائر بشكل شبه حصري والتي نعرف كذلك أن أهل غرناطة على الأقل استخدموها في عامِّيتهم بفضل ذِكْرِها من طرف بيدرو دي آلكالا في قاموسه . وهي جديرة بالاهتمام من طرف اللُّغَويين لتحديد تاريخِ تطوُّرِها وجغرافيتِها وحركيتها بين المغرب الإسلامي والأندلس.
وبالاعتماد على بيدرو دي آلكالا، يمكن أيضا معرفة أن فِعْلَ "فَجَّخْ"، ومعناه جَرَحَ بالرَّشْق بالحجارة، المعروف في مدينة الجزائر، أو "فَرْتْشَخْ" في صِيَغٍ أخرى خارج العاصمة الجزائرية، وحتى "فَرْتَخْ" أو "فَرْطَخْ" في تلمسان، كلمة وُجدتْ في الأندلس، في غرناطة على الأقل، في نهاية القرن 15م وبداية القرن 16م. وكان أهالي هذه الحاضرة الأندلسية يقولون: "فَرْدَخْ" أو "فَرْضَخْ"... .
وفي مدينة الجزائر، ما زلنا لا نقول "مِنْ وَرَائِكْ" أو "مَنْ وْرَاكْ" في صيغتها المكيَّفة مع اللسان العامِّي، بل نقول"مُورَاكْ" كأهل غرناطة والأندلس، حسب شهادة بيدرو دي آلكالا ومارصي، وكَسُكَّان طنجة المتأثرين بالثقافة الأندلسية ،...
ومع أهل الديار الأندلسية، تشترك كل من أرياف جيجل ومناطق أندلسية الطابع الثقافي في المغرب في استخدام فِعل "يْغَانَنْ" ومصدره "المْغَانَّة"، أيْ العناد، التي تتحوَّل في مرتفعات جرجرة إلى "تَغَنَّانْتْ" في نسختها الأمازيغية ...
فوزي سعد الله: الشتات الأندلسي في الجزائر....
شوهد المقال 1232 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك