سامي حداد - الفن يوقظ الأحساس بالوطن

سامي حداد
عندما يضرب المدينة روح الأنكسار تطفو خيبة الأمل من قاطنيها بأن هناك شيء ما يريد أن ينتزعها الحياة بقسوة المتسلط, فأن مدينة أخرى تعيش الحرية على جغرافيا متسعة الأفق, تسمح لضوء القمر و أنعكاس قنوات الماء بأن تضيء وجوه من سكنوها.
هل يمكن لأحد الفنون التي ملئت الأرض بأنواعها بأن يحرر العقل و يطلق سجناء المدن من الأرتهان الى الحرية؟
"يعرف أفلوطين الفن بأنه التعبير عن مشاعر الفنان الذي يدرك مظاهر المبدأ الإلهي في شيء مادي موجود في الزمان و المكان, وهو إدراك يتوافر للفنان بفضل مشاركته بدوره في هذا المبدأ الإلهي" وأن الفن إنما يعود الى قدرة الأنسان على محاكاة المثل الأعلى ,,, وهذه رسالة في الحياة فلابد أن يكون الفنان سريع الأستجابة للجمال الى أبعد حد منجذباً اليه الى حد الأفتتان به.
اذا كيف يمكن أن نعيش حياة و نغرس بذور الأمان لتنمو و تمنو لتنشر المحبة بين المجتمعات و يكون الأنسان خليفة مالكاً للأرض دون أن يتعلق بها بطريقة التملك الفردي للجغرافيا , فقدان المدن تؤرقنا كثيراً في ظل هجمة رعنا تسمى الشرق الأوسط الجديد .... فأننا كبشر " لانعرف درجة الفداحة التي يخلفها فينا الفقدان إلا عندما نخسر من نحب"
" لم يكن أمر تمثال الحرية في نيويورك سهلاً. فعندما التقى إدوارد روني لوفيبر عام 1865م أحد عشاق أفكار طوكفيل الجمهورية, وصديقه النحات الألزاسي أوغست بارتولدي في عشاء و تحدثا عن ضرورة إيقاظ الحساسية الوطنية عند الفرنسيين. لم يجدوا أفضل من إهداء تمثال الى أمريكا بمناسبة أحتفالها بالمئوية الأولى للأستقلال. أشترطا أن يكون التمثال ضخماً. في 1971 زار بارتولدي نيويورك لإقناع الأميركيين بضرورة المساهمة في أنجاز المشروع".
بالفن تتحر مدن فرنسا من جمودها من خلال أحداث رعشة وطنية و إيقاظ الحس الوطني في فرنسا.
كم نحتاج الى مبدعين بعيداً عن الجدلية السياسية و الدينية و الأحترابات الطائفية و العنصرية و الفصل الوظيفي في أوطاننا ليتم أستقلال مواردها الأنسانية المؤججة بالمعرفة بدل الرحيل الى أوطان تسع أي فرد مهيىء أن يندمج مع المنظومة العالمية في بناء المدن الأفتراضي. فالمدن العظيمة كا السفن لا تغرق بالسهولة... إلا كما أرتطمت سفينة التايتنك في الجبل الجليدي؟
مدخل نيويورك البحري يعبره المهاجرون نحو الأرض الموعودة بكثير من الأنكسارات و الصعوبات وهو المعبر لكل من أراد أن ينزلق نحو العالم الحر... كم مدينة في العالم نود أن تكون لنا سماءً و ظلاً ولو كانت قرية بحرية كتلك التي تقبع على ميناء بورتوغريمود في فرنساء, عندما دخلتها عام 2011 تمنيت أن أرجع لها عندما أريد أن أنتجع مع نفسي ترحالا .
شوهد المقال 1542 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك