فوزي سعد الله - عندما فُرضتْ الألقاب والأسماء الإسبانية/النصرانية على أهل الأندلس...
بواسطة 2015-06-20 17:40:58

فوزي سعد الله
"....ولم يقتصر التنصر على استبدال عقيدة روحية بأخرى بل تعداه إلى فرض تبني ثقافة العقيدة وعاداتها بقوة الحديد والنار في جميع المجالات بكل ما يقتضيه ذلك من التخلي عن الاسم العربي المسلم واستبداله باسم مسيحي وترك الأزياء العربية الأندلسية التي كانت قِمّة ما جادت به فنون الموضة والهندام في العالم آنذاك لارتداء نظيراتها المسيحية، وعدم التردد على الحمَّامات وترك تقاليد النظافة الأندلسية الإسلامية المعروفة وتَبَنِّي "قذارة" عامة القشتاليين ، إضافة إلى إجبارهم على أكل لحم الخنزير واللحوم غير الخاضعة للنحر حسب الطقوس الإسلامية وتناول المشروبات الكحولية والتعميد الإجباري للأطفال إلى غير ذلك من التحولات القسرية التي لم يرض بها أهل غرناطة وإنما تظاهروا بها عندما عجزوا عن مقاومتها فعليا في انتظار ظروف أفضل كانوا يترقبونها لإعادة الأمور إلى نصابها. غير أن التطورات كانت تسير بهم من سيء إلى أسوأ. وهكذا عثرنا، على سبيل المثال على مسلم أندلسي فنان وصانع آلات موسيقية من الحيِّ العربي أو "المُورِيرْيَا" (Moreria)، حسب التسمية الإسبانية لأحياء المسلمين، في مدينة سرقسطة يُدعى محمد المُفَرِّج يتحوّل اسمه إلى Mahoma Mofferiz (مَاهُومَا مُوفَارِيشْ) أو Mofferix ابتداء من العام 1526م ثم إلى خْوَان (Joan) مثلما تحوَّل اسم زوجته فاطمة إلى "الكانديدا" (El Candida)، وأصبح ابنه الذي حمل اسم كاليما، أو سالِم؟، (Calema) أو ميغيل مضطرا لتسمية ابنيْه بـ: ميغيل (Miguel) وغَابِرْيِيلْ (Gabriel) .
أصبح حينها مسلمون أندلسيون يحملون أسماء إسبانية على غرار سانشيز (Sanchez) وميندوثة (Mendoza) وخيمينيث (Ximénez) وغارثيا (Garcia) وآلفاريث (Alvarez) وفخاردو (Fajardo) والمريني (El Marini) وفرناندو آلاتار (Fernando Alatar) وغيرها .
الفرنسي بيرنار فانسون في دراسته حول موريسكيي بني مودو (Benimodo) وبني مُسْلم والزّيرة (Alzira) في بلنسية، شرق الأندلس، تحت عنوان "القط والفئران"، يذكر نماذج من هذه التحوّلات المفروضة على الأندلسيين، من بينها فاطمة رطل أو رتّال (؟) (Fatima Ratal) البالغة 18 عاما من العمر التي أُجبِرتْ على التسمِّي بـ: آنجيلا (Angela)، وأحمد شرشوط أو شرشور (؟) (Azmet Charchot) البالغ من العمر 20 إلى 22 عاما الذي أُرْغِمَ على التسمِّي بـ: ميغيل (Miguel) بعد اكتشاف السلطات الدينية أنه لا يملك اسما مسيحيا البتَّة.
لكن هؤلاء المسلمين راوغوا وتحايلوا وقاوموا قدر المُستطاع لتجاوز هذه القيود ولم يكترثوا بها، وهو ما فهمته محاكم التفتيش تدريجيا. فاطمة وزوجُها يوسف كاستيلانو ذو الاثنين وعشرين حَوْلاً لم يتمكنا أمام مُحقِّقي محاكم التفتيش حتى من ذِكر أيِّ اسم من الأسماء المسيحية التسعة لأفراد عائلتيهما كالوالديْن والإخوة والأخوات. أمّا ابنهما حُمَيْمَد ذو الأشهر الستة من العمر فلا يُعرَف سوى بهذا الاسم العربي الإسلامي. "ومثل هذه الحالات كانت شائعة" يقول بيرنار فانسون . كما يَذْكُر هذا الباحث الفرنسي الكبير، المُعترَف له عالميا في عِلْم الموريسكولوجيا، حالة عائشة البنت الكبرى للموريسكي رضوان المنظراني (Reduan Mandrani) وزوجته مريم كوسينو (Meriem Cosino): عائشة اسمُها المسيحي، حسب أجوبة والدها على أسئلة محققي محكمة التفتيش، هو مارغاريتّا (Margarita)، لكنه يصبح إيسبيرانثا (Esperanza) حسب التحقيق مع الأم مريم ، مما يعني أنهم لم يستخدموا أبدا اسما مسيحيا لابنتهم وَهُم في العام 1574م وبعد كل عقود الاضطهاد الذي مورس عليهم من طرف السلطات السياسية والدينية الكاثوليكية لقرابة 100 عام. وظهرت تناقضات مماثلة بشأن بقية أطفال رضوان ومريم الثلاثة فاطمة (Fatima) وثريا (Zoraya) وإبراهيم (Abrahim) الذين قال الوالد إن أسماءهم المسيحية على التوالي هي مادالينا (Madalena)، مارتا (Marta) وخَييم (Jaime)، بينما قالت الوالدة إن أسماءهم هي خيرونيما (Geronima) وآنخيلا (Angela) وخْوان (Juan)....".
فوزي سعد الله: الشتات الأندلسي في الجزائر...

تعذيب الموريسكيين في أقبية محاكم التفتيش في إسبانيا بتهم الانتماء إلى الديانة المسيحية وممارسة الطقوس الإسلامية.
ايزابيل دوغوردا فتاة أندلسية قُتلتْ حرقًا بسبب إسلامها سرًّا في بلد كان يمنع اعتناق الديانة الإسلامية...
Femmes de Minorque en espagne au début du 20 ème siècle , on se croirait dans la rive sud de la méditérannée
Femmes de Mojacar en Espagne au début du 20 ème siècle
Grenade / Gharnata / Granada
Des musulmans espagnols faisant la prière
شوهد المقال 1806 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك