وليد عبد الحي - محاولة للتنظير في دراسته الموسومة "الثقا ف في الأزمنة العجاف:فلسفة الثقافة في الغرب وعند العرب"
بواسطة 2015-06-20 17:21:05

أ.ذ. وليد عبد الحي
في دراسته الموسومة "الثقا ف في الأزمنة العجاف:فلسفة الثقافة في الغرب وعند العرب" يحاول محمد شوقي الزين تأصيل اربعة مفاهيم هي العلم، الثقافة، الفلسفة، والحضارة، لكن العلم يتوارى تدريجيا من المناقشة في الدراسة، ويتمحور الجهد حول الموضوعات الثلاثة المتبقية، التي يتم تناولها من خلال مقاربات تقوم على بعد أولي هو العلاقة مع الذات،وهو بعد معني بفلسفة التكوين والتثقيف، والمقاربة الثانية تتعامل مع الفلسفة والثقافة استنادا لتوظيف مفهوم "الصناعة" الماخوذ من التراث العربي،أما المقاربة الأخيرة فهي العلاقة بالأخر من خلال منطق الصناعة عبر العلاقة بالاشياء أو منطق التصور عبر العلاقة مع الكائنات الأخرى من خلال اللغة التي تمثل العالم وتجسده في خطاب أو عبر التواصل مع الاخرين والمناقشة لهم.
استنادا لما سبق ، حاول الباحث تفكيك مقولات عدد من الفلاسفة الغربيين مثل أرنست كاسيرر ، وحنة أرندت، والبرت شفيتسر، وهومبولت، وروسو ونيتشة..وعدد من الفلاسفة العرب مثل مالك بن نبي ، ومحمد عزيز الحبابي، وقسنطين زريق وسلامة موسى...
وحاول رصد الفرق بين النموذجين الفلسفيين الغربي والعربي معتبرا أن العقل الغربي معني بالربط بين الأشياء على مستوى الحساب والتقدير يقابله عقل عربي معني بالبعد الأخلاقي القائم على درء المظالم.
ويتناول تطور الثقافة وصلتها بالفلسفة والحضارة ويحاول أن يبحث في عدد من الاسئلة التي طرحها هو او غيره مثل :هل الثقافة علم أم فلسفة؟ وهو يرى أن كلا من العلم والفلسفة ظواهر ثقافية، ويحاول في صفحات كثيرة تأكيد النموذج التاريخي للثقافة عند العرب والإغريق واللاتين، فيرى أن العرب ربطوها بالحرب بينما ربطها الإغريق بالصناعة واللاتين بالزراعة.
اعتقد أن تعيين الحدود بين الفلسفة والثقافة والعلم والحضارة موضوع لم يتم طرحه بمنظور متكامل، بل تم تناوله باشكال مجزأة( الفلسفة والعلم، أو الحضارة والثقافة، أو الثقافة والعلم..الخ)..لكن مدى عمق المناقشة لكل هذه الابعاد هو الأمر الذي أعتقد ان الباحث كان فيه ناقلا أكثر منه ناقدا، بمعنى أن له مساهمات في الموضوع لكنها ليست كافية - فيما أزعم- رغم بعض القبسات الذكية هنا وهناك، فهو في تناوله للغة مثلا تعامل معها كبنية في الفهم، ورأى ان الثقافة فعل تأويلي، وعند تناوله للتراث رأى فيه أنه "يسود ولا يتسلط" وما يتسلط منه هو تجلياته السياسية،ويدعو إلى "تأويل فلسفي" ينتمي للثقافة العربية الإسلامية مشترطا لذلك أن يكون له (أي التأويل) رؤية "برانية" كي لا يبقى يدور حول نفسه..
يقع متن الدراسة في 765 صفحة، وتم تقسيمها إلى ثلاثة اقسام في كل قسم ثلاثة فصول، يحاول الباحث في فصله الأول أن يتناول الربط بين البعدين النظري والعملي باعتباره اساس العلاقة بين الفلسفة والثقافة، وبعد تتبع تطور مفهوم الثقافة،يصل إلى نماذج ثلاثة هي الأغريقي بنموذجه الصناعي، واللاتيني بنموذجه الزراعي ، بينما ارتبط المفهوم عند العرب ببعد لم يخلقوا قطيعة معه حتى الآن وهو "الحرب" بالمعنى الحرفي والعملي لها.
وفي الفصل الثاني من القسم الأول سعى إلى تحليل العلاقة بين الثقافة والحضارة، مشيرا إلى ان المفهوم يتطور عبر السياقات المختلفة وحتى داخل المجتمع الواحد،وتتقارب المفاهيم عند المجتمعات بسبب وحدة العقل البشري،كما يقر بصعوبة الدقة المتناهية في صياغة المفاهيم في موضوعات كالتي يدرسها.وتبرز في هذا الفصل اراء يستعرضها ليستنتج منها تصوراته مثل كتابات دانيال ديفو(عبر شخصية روبنسون كروزو) او ابن طفيل (عبر شخصية حي بن يقظان)، ومع تتبعه لآراء بعض الانثروبولوجيين لا سيما ليفي شتراوس أولى أهمية لمكانة الطبيعة في الثقافة، ولموضوع الثقافة بين العالمية والخصوصة مستفيدا من دراسات موسى مندلسون( الذي دمج الثقافة واعتبرها مسألة جامعة) خلافا ليوهان هردر(الذي رفض فكرة عالمية الحضارة)، واقام الباحث التمييز على اساس اعتبار الإنسان هو مركز الثقافة بينما العلم هو مركز الحضارة، وعند تناوله لمساهمات نوربير إلياس يشير إلى انه اعتبر الحضارة" سيرورة من البناء وتعكس الطابع غير المكتمل للانسانية، بينما الثقافة تعكس تاريخ الأمة التي تتأسس فيه " ، وهنا يقصد التاريخ السياسي واللغوي والديني.وعند مقارنته لموقف- نيتشة وكانت وفرويد- يرى أن كانت يحشر الثقافة في كل ما هو فردي لأنها مهارة ذاتية،في حين تتجلى الحضارة في العلاقة مع الآخر،بينما يرى نيتشة الحضارة بأنها "وحدة الأسلوب الفني عبر كل تجليات الحياة لأمة من الأمم".في حين ميز فرويد بينهما(الحضارة والثقافة) على اساس أن الثقافة هي " الترفع عن الحالة الحيوانية بالقدرات الذهنية التي فطر عليها أو بما يكتسبه عبر التربية والتعلم"، اما الحضارة فسمتها الرئيسية عند فرويد " هي النشاط النفسي المتمثل في ابتكارات الروح في العلم والفن والأدب والأفكار الدينية التي يسميها فرويد إنشاءات مثالية". بالمقابل ينتقل الباحث للفلاسفة العرب ،ويولي أهمية لمالك بن نبي الذي راى أن الحضارة هي مجموع الشروط المادية والمعنوية التي تتيح للمجتمع تقديم الضمانات الاجتماعية لكل فرد،ثم يحلل فكرته عن الثلاثي المتمثل في التراب(البيئة) والزمن(التاريخ) والإنسان(الإرادة") وينتقد الباحث مفهوم الطبيعة عند بن نبي، ويعرض لرأيه في الثقافة على أنها التوجيه الفني والذوق الجمالي والمبدأ الاخلاقي" أما عزيز الحبابي فيرى أن تنوع العناصر تعبير عن الثقافة أما إندماجها فتعبير عن الحضارة. اما الفصل الثالث الخاص بالثقافة الفلسفية فتركز على مناقشة مستفيضة لآراء كاسيرر ولمفهومين تربويين هما " البايدبا" عند الإغريق و" البيلدونغ" عند الألمان، ثم يبحث الموضوع عند الفلاسفة العرب مركزا على أزمة الثقافة لينتهي بدراسة العلاقة بين الثقافة والسياسة. وينتقل الباحث في الفصول الرابع والخامس والسادس إلى محاولة التركيز على الروابط بين الفلسفة والثقافة من خلال تحليل اعتبارهما "صناعة" رغبة من الباحث بإحياء هذا المفهوم العربي الإسلامي أصلا.ويعود لمناقشة المفهومين السابقين(البابديا والبيلدونغ) ليقابلهما بمفهوم التهذيب عند فلاسفته من العرب.أما الجزء الثالث بفصوله الثلاث فتتركز على أزمة الثقافة حيث سعى الباحث إلى تبرير توجهه نحو الدعوة لوحدة الحضارة والثقافة، داعيا لانتصار البشرية عبر وسائل الثقافة بتكريس البعد الجمالي وبالاتكاء على السياسة في هذا المجال، وهو ما بدأه بالسؤال عن أسباب انتصار السياسة على الثقافة، ويقارب بين موقف بن نبي وشفيتسر من حيث اعتبار أزمة الثقافة أزمة أخلاقية نتيجة ابتلاع الجماعة لفردية الإنسان تحت ضغط من الآيديولوجيا. ويعود لمناقشة آراء فلاسفته العرب مشيرا لرأي بن نبي عن تغلب البعد الترفيهي في الثقافة،والقابلية ليكشف أن بين الثقافة والحضارة والفلسفة وشائج تتباين بين المنظور الغربي(النموذج الإغريقي واللاتيني) وبين المنظور العربي الإسلامي، وسعى الباحث عبر المنهج المقارن للوصول لمقارنة بين الجانبين كما أوضحت سابقا.
وعندما انتهيت من قراءة الكتاب شعرت بتأثير المدرسة الفرنسية وتحديدا جاك دريدا على الباحث من الناحية المنهجية بخاصة المنهج التفكيكي الذي يحاول أن يجد حيزا في تحديد المفاهيم بين المعنى الفلسفي والمعنى الأدبي، وهو نهج غلب على معظم أدبيات ما بعد الحداثة.
غير أنني شعرت بأن الفكرة المركزية في المقارنة كثيرا ما تغيب عن صفحات المناقشة،ورغم أهمية ما يثيره، لكني لم أتمكن من الربط بين موضوع الكتاب وبعض الشروحات، فعند دراسة بن نبي على سبيل المثال ركز على الفلسفات التي أثرت عليه، بينما لم نجد ذلك مع الآخرين من العرب،وحتى مع الأجانب، واتهم زريق بأنه ذو منهج معياري...وله الحق في التقييم، ولكن لم أتمكن من ربط هذا الموضوع بالموضوعات التي يثيرها في هذه الأجزاء.
محاولة للتنظير
وليد عبد الحي
في دراسته الموسومة "الثقا ف في الأزمنة العجاف:فلسفة الثقافة في الغرب وعند العرب" يحاول محمد شوقي الزين تأصيل اربعة مفاهيم هي العلم، الثقافة، الفلسفة، والحضارة، لكن العلم يتوارى تدريجيا من المناقشة في الدراسة، ويتمحور الجهد حول الموضوعات الثلاثة المتبقية، التي يتم تناولها من خلال مقاربات تقوم على بعد أولي هو العلاقة مع الذات،وهو بعد معني بفلسفة التكوين والتثقيف، والمقاربة الثانية تتعامل مع الفلسفة والثقافة استنادا لتوظيف مفهوم "الصناعة" الماخوذ من التراث العربي،أما المقاربة الأخيرة فهي العلاقة بالأخر من خلال منطق الصناعة عبر العلاقة بالاشياء أو منطق التصور عبر العلاقة مع الكائنات الأخرى من خلال اللغة التي تمثل العالم وتجسده في خطاب أو عبر التواصل مع الاخرين والمناقشة لهم.
استنادا لما سبق ، حاول الباحث تفكيك مقولات عدد من الفلاسفة الغربيين مثل أرنست كاسيرر ، وحنة أرندت، والبرت شفيتسر، وهومبولت، وروسو ونيتشة..وعدد من الفلاسفة العرب مثل مالك بن نبي ، ومحمد عزيز الحبابي، وقسنطين زريق وسلامة موسى...
وحاول رصد الفرق بين النموذجين الفلسفيين الغربي والعربي معتبرا أن العقل الغربي معني بالربط بين الأشياء على مستوى الحساب والتقدير يقابله عقل عربي معني بالبعد الأخلاقي القائم على درء المظالم.
ويتناول تطور الثقافة وصلتها بالفلسفة والحضارة ويحاول أن يبحث في عدد من الاسئلة التي طرحها هو او غيره مثل :هل الثقافة علم أم فلسفة؟ وهو يرى أن كلا من العلم والفلسفة ظواهر ثقافية، ويحاول في صفحات كثيرة تأكيد النموذج التاريخي للثقافة عند العرب والإغريق واللاتين، فيرى أن العرب ربطوها بالحرب بينما ربطها الإغريق بالصناعة واللاتين بالزراعة.
اعتقد أن تعيين الحدود بين الفلسفة والثقافة والعلم والحضارة موضوع لم يتم طرحه بمنظور متكامل، بل تم تناوله باشكال مجزأة( الفلسفة والعلم، أو الحضارة والثقافة، أو الثقافة والعلم..الخ)..لكن مدى عمق المناقشة لكل هذه الابعاد هو الأمر الذي أعتقد ان الباحث كان فيه ناقلا أكثر منه ناقدا، بمعنى أن له مساهمات في الموضوع لكنها ليست كافية - فيما أزعم- رغم بعض القبسات الذكية هنا وهناك، فهو في تناوله للغة مثلا تعامل معها كبنية في الفهم، ورأى ان الثقافة فعل تأويلي، وعند تناوله للتراث رأى فيه أنه "يسود ولا يتسلط" وما يتسلط منه هو تجلياته السياسية،ويدعو إلى "تأويل فلسفي" ينتمي للثقافة العربية الإسلامية مشترطا لذلك أن يكون له (أي التأويل) رؤية "برانية" كي لا يبقى يدور حول نفسه..
يقع متن الدراسة في 765 صفحة، وتم تقسيمها إلى ثلاثة اقسام في كل قسم ثلاثة فصول، يحاول الباحث في فصله الأول أن يتناول الربط بين البعدين النظري والعملي باعتباره اساس العلاقة بين الفلسفة والثقافة، وبعد تتبع تطور مفهوم الثقافة،يصل إلى نماذج ثلاثة هي الأغريقي بنموذجه الصناعي، واللاتيني بنموذجه الزراعي ، بينما ارتبط المفهوم عند العرب ببعد لم يخلقوا قطيعة معه حتى الآن وهو "الحرب" بالمعنى الحرفي والعملي لها.
وفي الفصل الثاني من القسم الأول سعى إلى تحليل العلاقة بين الثقافة والحضارة، مشيرا إلى ان المفهوم يتطور عبر السياقات المختلفة وحتى داخل المجتمع الواحد،وتتقارب المفاهيم عند المجتمعات بسبب وحدة العقل البشري،كما يقر بصعوبة الدقة المتناهية في صياغة المفاهيم في موضوعات كالتي يدرسها.وتبرز في هذا الفصل اراء يستعرضها ليستنتج منها تصوراته مثل كتابات دانيال ديفو(عبر شخصية روبنسون كروزو) او ابن طفيل (عبر شخصية حي بن يقظان)، ومع تتبعه لآراء بعض الانثروبولوجيين لا سيما ليفي شتراوس أولى أهمية لمكانة الطبيعة في الثقافة، ولموضوع الثقافة بين العالمية والخصوصة مستفيدا من دراسات موسى مندلسون( الذي دمج الثقافة واعتبرها مسألة جامعة) خلافا ليوهان هردر(الذي رفض فكرة عالمية الحضارة)، واقام الباحث التمييز على اساس اعتبار الإنسان هو مركز الثقافة بينما العلم هو مركز الحضارة، وعند تناوله لمساهمات نوربير إلياس يشير إلى انه اعتبر الحضارة" سيرورة من البناء وتعكس الطابع غير المكتمل للانسانية، بينما الثقافة تعكس تاريخ الأمة التي تتأسس فيه " ، وهنا يقصد التاريخ السياسي واللغوي والديني.وعند مقارنته لموقف- نيتشة وكانت وفرويد- يرى أن كانت يحشر الثقافة في كل ما هو فردي لأنها مهارة ذاتية،في حين تتجلى الحضارة في العلاقة مع الآخر،بينما يرى نيتشة الحضارة بأنها "وحدة الأسلوب الفني عبر كل تجليات الحياة لأمة من الأمم".في حين ميز فرويد بينهما(الحضارة والثقافة) على اساس أن الثقافة هي " الترفع عن الحالة الحيوانية بالقدرات الذهنية التي فطر عليها أو بما يكتسبه عبر التربية والتعلم"، اما الحضارة فسمتها الرئيسية عند فرويد " هي النشاط النفسي المتمثل في ابتكارات الروح في العلم والفن والأدب والأفكار الدينية التي يسميها فرويد إنشاءات مثالية". بالمقابل ينتقل الباحث للفلاسفة العرب ،ويولي أهمية لمالك بن نبي الذي راى أن الحضارة هي مجموع الشروط المادية والمعنوية التي تتيح للمجتمع تقديم الضمانات الاجتماعية لكل فرد،ثم يحلل فكرته عن الثلاثي المتمثل في التراب(البيئة) والزمن(التاريخ) والإنسان(الإرادة") وينتقد الباحث مفهوم الطبيعة عند بن نبي، ويعرض لرأيه في الثقافة على أنها التوجيه الفني والذوق الجمالي والمبدأ الاخلاقي" أما عزيز الحبابي فيرى أن تنوع العناصر تعبير عن الثقافة أما إندماجها فتعبير عن الحضارة. اما الفصل الثالث الخاص بالثقافة الفلسفية فتركز على مناقشة مستفيضة لآراء كاسيرر ولمفهومين تربويين هما " البايدبا" عند الإغريق و" البيلدونغ" عند الألمان، ثم يبحث الموضوع عند الفلاسفة العرب مركزا على أزمة الثقافة لينتهي بدراسة العلاقة بين الثقافة والسياسة. وينتقل الباحث في الفصول الرابع والخامس والسادس إلى محاولة التركيز على الروابط بين الفلسفة والثقافة من خلال تحليل اعتبارهما "صناعة" رغبة من الباحث بإحياء هذا المفهوم العربي الإسلامي أصلا.ويعود لمناقشة المفهومين السابقين(البابديا والبيلدونغ) ليقابلهما بمفهوم التهذيب عند فلاسفته من العرب.أما الجزء الثالث بفصوله الثلاث فتتركز على أزمة الثقافة حيث سعى الباحث إلى تبرير توجهه نحو الدعوة لوحدة الحضارة والثقافة، داعيا لانتصار البشرية عبر وسائل الثقافة بتكريس البعد الجمالي وبالاتكاء على السياسة في هذا المجال، وهو ما بدأه بالسؤال عن أسباب انتصار السياسة على الثقافة، ويقارب بين موقف بن نبي وشفيتسر من حيث اعتبار أزمة الثقافة أزمة أخلاقية نتيجة ابتلاع الجماعة لفردية الإنسان تحت ضغط من الآيديولوجيا. ويعود لمناقشة آراء فلاسفته العرب مشيرا لرأي بن نبي عن تغلب البعد الترفيهي في الثقافة،والقابلية ليكشف أن بين الثقافة والحضارة والفلسفة وشائج تتباين بين المنظور الغربي(النموذج الإغريقي واللاتيني) وبين المنظور العربي الإسلامي، وسعى الباحث عبر المنهج المقارن للوصول لمقارنة بين الجانبين كما أوضحت سابقا.
وعندما انتهيت من قراءة الكتاب شعرت بتأثير المدرسة الفرنسية وتحديدا جاك دريدا على الباحث من الناحية المنهجية بخاصة المنهج التفكيكي الذي يحاول أن يجد حيزا في تحديد المفاهيم بين المعنى الفلسفي والمعنى الأدبي، وهو نهج غلب على معظم أدبيات ما بعد الحداثة.
غير أنني شعرت بأن الفكرة المركزية في المقارنة كثيرا ما تغيب عن صفحات المناقشة،ورغم أهمية ما يثيره، لكني لم أتمكن من الربط بين موضوع الكتاب وبعض الشروحات، فعند دراسة بن نبي على سبيل المثال ركز على الفلسفات التي أثرت عليه، بينما لم نجد ذلك مع الآخرين من العرب،وحتى مع الأجانب، واتهم زريق بأنه ذو منهج معياري...وله الحق في التقييم، ولكن لم أتمكن من ربط هذا الموضوع بالموضوعات التي يثيرها في هذه الأجزاء.
شوهد المقال 1621 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك