إدريس حدد - جنون التنوير !

إن المتتبّع لمسار جلّ الثورات ، الفكريةِ منها و السياسية عبر التاريخ .. سيجد أن شرارتها في الغالب حسن النيّة ، و أن منطقها في كثير الأحيان سليم و حسن .. و أن مطالبها في إصلاح الوضع له نصيب وافر من الحق ! و لكن .. كما نرى أن الأوغاد و ( المصلحْجيّين ) يركبون موجة الثورات السياسية .. فيغدو الجبان فيهم أسدا و ( العرص ) فيهم .. زعيما للثورة .. كذلك الثورات الفكرية - كثيرا - ما تُبتلى بمتسلّقين أغبياء .. يشوّهون رسالتها و يقتلون روحها و لا يصبّون إهتمامهم إلا في قشورها و لا عناية لهم إلا بالتجمّل بأعراضها !
إن ( الذّر ) المنتسبين لهذه الثورة الفكرية التي تحاول أنسنة الخطاب الديني و تنويره و خلع رداء الجمود عنه .. و الذين يستعرضون إنسانيتهم و يتلاعبون بشاعري الألفاظ و رقيق الكلمات في كل مجلس .. كما تتلاعب الصبيّة بجدائلها ! هم ليسوا في الغالب إلا مقلدين ، فارغين من أي عمق فكري و من أي زاد علمي و من أي معرفة تاريخية إجتماعية معمّقة ، بل و من أي وازع إنساني حقيقي !
إذا رأيت .. هدم كل شيء و الكفر بكل شيء .. إذا رأيت السخرية من الثوابت كانت بديلا للتعصب لها .. إذا رأيت تحول الحب الأعمى إلى كره أسود ، إذا رأيت أن سب الشيخ ( البخاري ) و السخرية من جهده المضني و شيطنته كان بديلا لتقديسه الأعمى .. ! فأعلم أنك لست أمام ثورة فكر ، بل أنت أمام جنون و إنتقام و حالة سيكولوجية معقّدة .. يشبه تشخيصها ، حالة مجنون يجري و يصرخ و يكسر و يهدم كل شيء في طريق عمومي .. بحجة أن ( الڤودرون ) مش مخدوم مليح !
شوهد المقال 982 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك