سامي الحداد - أجراس المدن المرتعشة
بواسطة 2015-06-07 22:59:51

م سامي الحداد
الحديث عن المدينة لا يختلف عن الحديث عن روح الأنسان.
كلاهما يتميزان بقلب و نبض و أحاسيس و عواطف و مراحل عمرية تزدهر او تنهار من خلال عوامل جمة.
لذلك تجول النفس و تتوق للمدن التي تتصف بروح الجمال و الأمن و الأمان و المحبة ، في إطار تعزيز دور الفرد و إرادته من المجتمع ، و أيضاً دور المجتمع في تعزيز إرادة الفرد ومساعدتك على تحقيق أبداعاته.
عندما تكتمل الصورة الذهنية للمدينة لدى المجتمع و الفرد بحيث يمكن إيجاد حالة ابداعية التي تولد حالة عشق للمدينة كنتاج لمخرجات الفرد من فردانية عمله ضمن منظومة توقعات المجتمع ، و القادر على ممارسة حقوقه في بعث مدينة أنسانية، تحتضن الأنسان و تربي فيه النفس و تزكي روحه و نبضه من كل الشوائب.
المدينة التي تنتج و تخلق الذاكرة بروحها الزكية، هي المدينة التي تستحق العيش فيها، المدينة مثل الصديق الذي تفشي سرك له و يسع قلبه لبوحك له. كذلك المدينة لها صداقة و حميمة مع من يعيش فيها ، فهي لا تلفظ أنفاس من يحيها بكل طقوسه الموسيقية و الشعرية و بقصائد الشعر و بالعمران الحضري ،،،
المدينة هي صدى عزف العازفين و هي المرسى التي نضع رحالنا فيها، كم مدينة نعشقها و نعشق أماكنها الملونة تترك في ذاكرتنا أوساماً خالدة من حسن فراغاتها و أنسانيتها.
جميل بل من الروعة أن تكون لدينا مدينة متعافية من كل أمراض الأنسانية التي باتت تسلل اليها بألبسة التأخر و الجهل المتصف بقدسية العقول التي لا تستوعب الزمان و المكان.
في حضرة المدينة يكون كل شيء ممكن، إلا عندما تمتد اليها رائحة الغدر بين ثنايا جسدها، ثمة قراصنة يستهون هدوء و سكون المدينة.
أصلي لأرى النخيل تبتسم مرة أخرى، و يضل نسيم البحر يتسلل أرجاء الطرقات و المياديين. وتكون الموانىء مرسى لكل ثمين يجلب من بقاع الدنيا،،،دون أن تكون إجراس المدن ترتعش من مغتصبي الحياة الحضرية.

شوهد المقال 846 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك