جباب محمد نور الدين - الكاتب سمير قسيمي يقطع صلة الرحم
بواسطة 2015-03-29 01:24:22

د.جباب محمد نور الدين
من نِعم الفيسبوك وهي كثيرة، لا تعد ولا تحصى، تقريب المسافات البعيدة، و ربط الصلات المفقودة وخلق الصداقات غير المنتظرة .الكاتب سمير قسيمي ربطتني به مؤخرا صداقة فيسبوكية أتمنى لها دوام الصحة والعافية وطول العمر .
اليوم صباحا قرأت للكاتب سمير قسيمي جملة على جداره بدت لي تحتاج إلى وقفة قصيرة، وما زادني شوقا إلى التعليق عليها كثرة "اللايكات" ليس من مراهقات معجبات بالكاتب الوسيم ،إنما من كتاب كبار ونقاد محترمين وأساتذة جامعات، كتَّاب بقامة أمير تاج السر ومحمد ساري ونقاد من طراز قلولي بن ساعد، وأساتذة جامعات من قبيل الدكتور وليد بلكبير وغيرهم من الأسماء المحترمة
الأديب قسيمي قال بلهجة جزائرية حادة وصارمة لا تقبل التأويل "من حقي أن أكتب ما أشاء ومن حقك ألا تقرأ ما أكتب " .
من حيث الشكل و المنطق الصوري الجملة صحيحة ولا عور ولا عيب فيها، الأديب ليس كاتبا عموميا ولا موظفا في مصالح البلدية يكتب الشكاوى ويستخرج الوثائق حسب الطلب، لكن إذا قلبنا المسألة على الوجه الاخر ربما نجد شيئا أخر، بل سنجد شيئا يختلف شكلا ومتنا ومصلحة ومنطقا وحلما وأمنية مع ما قاله الكاتب سمير قسيمي. وذلك ،كما يقول أهل الفلسفة، يعود إلى منطق الأشياء، لأن الكاتب لما يحمل قلمه ويبدأ يخط أول جملة، رواية كانت أو قصيدة شعرية دراسة نقدية أو مقالا في جريدة سيارة، بمجرد خط الجملة الأولى فهو لا يكتب لنفسه إنما ليشاركه الآخر فيما يكتب، بل أكثر من ذلك ، إن طموح كل كاتب ان يُقنع و يؤثر في القارئ فكريا وجماليا وقيميا وإلا تفقد الكاتبة معناها و مغزاها وغايتها النبيلة .
ولكي لا يتسرع المتسرعون ،وما أكثرهم في هذا الفضاء ، أنا على وعي تام و أفرق بقوة بين الوعظ وبين انتاج القيم الفكرية و الجمالية، و الأدب الذي يخلو من الفكر والجمال ليس أدبا
إن الصلة بين الكاتب و القارئ تتحدد بمجرد ما يقرر الكاتب "نشر" ما يكتب.
في هذه اللحظة يدخل الكاتب و القارئ و الناقد في علاقة "جدلية "تتجاوزهم ،أي بغير إرادتهم
بعبارة اكثر وضوحان إن الكاتب لما يخرج عمله إلى" السوق" لا يصبح ملكا له وحده بل يشاركه فيه من "يشتريه "ويدفع ثمنه ،سواء أكان قارئا عاديا أو ناقدا متخصصا. في هذه الحالة نصبح في وضعية تشبه الثليث المسيحي المتلازمة: الأب و الابن والروح القدس.
وضعية التشارك هذه تمنح الحق للقاري العاد ي كما الناقد المتخصص ابدا الرأي في "البضاعة" لكن للأسف هناك الكثير من الكتاب يعدون ذلك مسا بشخصهم، وهذا الاستخلاص أو الحكم اليس صحيحا ما جعل الكثير من الكتاب يدخلون في عداوات وخصام مع القراء و النقاد على حد سواء ،ما جعلتني أكتب في تعليق سابق واقول إن البعض يطلب منك أن تقرأ و" تبلع فهمك "
تحياتي وتشكراتي للكاتب سمير قسيمي الصديق الجديد على إتاحة الفرصة
شوهد المقال 2039 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك