قحطان جاسم - فردريك نيتشه وقصدية الادب والفن
بواسطة 2015-03-23 23:56:35

د.قحطان جاسم
في عام 1886 كتب الفيلسوف الالماني فردريك نيشته مقدمة ثانية لكتابه " ولادة التراجيديا" الذي صدرت طبعته الاولى عام 1872، تحت عنوان "محاولة في نقد الذات" رافضا الادعاءات القائلة بعدم قصدية الادب والفن، او دعاة ما كان يسمى" الفن للفن" . والمقالة كانت نوعا من تقويم ذاتي لذلك الكتاب الذي لم يكن راضيا عنه تماما ، اضافة الى اعلان تحرره من سطوة فاغنر وشوبنهاور وفلسفة كانت. ولم يقتصر رفض نيتشه على هذه المقدمة بل طرحه في كل اعماله تقريبا. فقد رفض فكرة ان البشر هم فعلا مهتمين بالحقيقة او المعرفة من اجلهما فقط ، كما رفض إقتصار بواعث الانسان ورغبته نحو المعرفة على أن يعرف وحسب. وانكر ان المعرفة هي هدف بحد ذاتها ، وغالبا ما ناقش ان "المعرفة -وكذلك العلم والحقيقة -تخدم اهدافا عميقة واساسية ، وانها في الجوهر نفعية في طبيعتها"، او كما كتب في مكان آخر " لا اعتقد أن "الباعث على المعرفة" هو أب الفلسفة؛ لكن بالاحرى ان باعثا آخرا ، هنا كما في أي مكان آخر ، استخدم الفهم ( وعدم الفهم) مجرد أداة ( انظر Beyond Good and EvilK 18886K p.6 )، اي انه يشير هنا الى نفعية وقصدية الادب والفن والمعرفة عموما، او كما يشير " الفن هو محرك عظيم للحياة : كيف يمكن للمرء ان يفهمه كأمر بلا قصد ، بلا هدف" ك "L'art pour l'ar" ( المصدر السابق، ص 24) ، أي الفن من اجل الفن، وهو المذهب الذي شاع في زمنه.
شوهد المقال 1713 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك