فوزي سعد الله
"....ومن الأسماء الأندلسية المعروفة في عالم الثقافة، بشكل خاص، التي تركتْ بصماتِها عميقةً في مملكة السُّنْغاي القاضي الطُّلَيْطِلِي علي بن زيَّاد الذي ينحدر من بني القوطي نَسَل الملوك القوط الذين حكموا شبه الجزيرة الإيبيرية، قبل أن يفتحها المسلمون على يد طارق بن زياد وموسى بن نُصير، والذي يُعد، حسب أحد أحفاده المعاصرين في مالي، من نسل آخر ملوك القوط لُذْريق أو رودْريغ وأحد أوائل العائلة الملكية القوطية الذين اعتنقوا الإسلام . وقد اعتنق بنو القوطي الإسلامَ وأصبحوا من وُجهاء مسلمي الأندلس ونخبتهم السياسية والعِلمية.
وعندما سقطتْ طُلَيْطِلَة نهايةَ القرن 11م، في العام 1085م تحديدا، وأصبحتْ تحت الحُكم المسيحي، أصبح بنو القوطي مِن المُدَجَّنين بِحُكْم بقائهم كمسلمين تحت السيادة المسيحية.
لمّا بدأ التسامح النصراني النسبي مع المسلمين يتبخَّر في نهاية القرن 15م وكثرتْ الضغوط على أتباع الديانتيْن المحمَّدية والمَوْسَوِيَّة، شرع المسلمون في مغادرة طليطلة في يوم 28 من شهر مايو 1468م، وكان القاضي علي بن زياد القوطي وذووه ضمن المرتحِلين إلى أراضي الدُّوَل الإسلامية الأندلسية والإفريقية. غير أن قدر ابن زياد قاده إلى أبْعد من هذه الممالك حتى أوْصَلَهُ إلى إمبراطورية السُّنغايْ بإفريقيا جنوب الصحراء التي كانت دولةُ مالي الحالية قلبَها النابض.
وانتهى به المطاف، بعد عبور المغرب وواحة تْوَاتْ في الجزائر وبعد أداء مناسك الحج ثم الانتقال إلى موريتانيا، في حاضرة غومبو قرب الحدود المالية مع موريتانيا وأيضا تونبكتو أرض العِلم والعلماء التي استقطبت العديد من المثقفين الأندلسيين/الموريسكيين والمغاربيين، بمن فيهم الجماعة الأندلسية التي رافقته إلى هذه الحاضرة العتيقة المُطِلَّة على نهر النيجر.
وكانت تونبوكتو حينذاك من أكبر الحواضر في شمال إفريقيا وحوض المتوسط بسكانها الذين كانوا يُقاربون في بعض الفترات 100 ألف نسمة، وهو العدد الذي لم تبلغْه مدينةُ الجزائر، على سبيل المثال، إلا مع نهايات القرن 17م .
من بين هؤلاء الرِّفاق، حرص علي بن زياد القوطي أن يصطحب معه في قوافله صديقا خاصا وعزيزا في هذه الرحلة الطويلة المُضنية، بل اختار أن يكون خيرَ مُرافق له في هذه المغامرة الإفريقية، وهو مَكْتَبَتُه الشخصية التي جلبها معه من الأندلس وكانت تتضمن عُصارةَ المؤلفات الأندلسية في عهده في مختلف العلوم والتخصصات التي كانت بلادُه منبعَ أكثرها أهمية وحداثة في العالم.
ومازال عددٌ من هذه المخطوطات الثمينة موجودا إلى اليوم في رعاية إسماعيل دِيَادِيِي أحمد حَيْدَرَة، أحد المنحدرين من الفرع المالي لبني القوطي وعلى رأسه القاضي علي بن زياد، والذي أعاد جمع هذا التراث الثقافي العالمي خلال الأعوام الأخيرة بعد أن تقاذفتْهُ أمواجُ القدر من نائبةٍ إلى أخرى، لا سيّما منذ دخول الاحتلال الفرنسي في القرن 19م إلى إفريقيا جنوب الصحراء والذي لم يمرّ دون أن يخلِّف أضرارا به....
على كلِّ، المكتبة الشخصية لعلي بن زياد القوطي، التي كانت مؤلَّفاتُها مكتوبةً باللغتين العربية والعِبرية أساسا، وأيضا بالأعجمية، وقُدِّر عدد محتوياتها بمئات المخطوطات نمتْ وكبرت بأُمَّهات المخطوطات التي كان يجمعها نجلُه محمود حيثما حل وارتحل حتى وصلت اليوم إلينا عن طريق سليله إسماعيل ديادْيي حيدرة.
وتُعَدُّ هذه المخطوطات، التي يعود أقدمها إلى القرن 15م وهو عبارة عن نسخة من القرآن الكريم تمَّ توارثُها جيلا بعد جيل عن القاضي علي بن زياد القوطي، من الآثار الأكثر بروزا للثقافة الأندلسية والوجود الأندلسي/الموريسكي/المُدَجَّن في مالي والتي ترسخَّتْ بفضل علي بن زياد القوطي وغيره من الإيبيريين المسلمين.....".
المصدر: فوزي سعد الله: الشتات الأندلسي في الجزائر والمنطقة العربية والمتوسطية. دار قرطبة.
مع تحياتي من مدينة فيلنيوس/ليتوانيا.

Manuscrits de la ville de Tombouctou datant de plus de 500 ans sur lesquels veillent les descendants de Al-Qadi Ali Ibnou Zayyad Al-Qouti, dont le plus important et le plus compétent en la matière Ismail Hydara Diadié

Manuscrits andalous de Tombouctou , un patrimoine universel datant du temps de Al-Andalous

Vous pouvez les consulter à Tombouctou chez Ismail Haydara Diadié descendant d'une famille andalouse de Tolède, sinon à voir leurs micro-films à l'université d'Alméria en Espagne

Ismail Haydara Diadié: son ancêtre Al-Qadi Ali ibnou Ziad Al-Qouti descendant lui même des rois Gothiques de l'Espagne d'avant l'année de la conquête musulmane 711 A.C. Les ancêtres d'Ali Ibnou Ziad ont embrassé l'Islam dès l'arrivée des nouveaux conquérants dans la région. Une fois les nouveaux maitres catholiques de l'Espagne ont choisi la voie de l’intolérance religieuse, les Banou Al-Qouti, ont vite choisi de quitter la péninsule ibérique vers l'Afrique du nord d'abord , puis le Mali.

mosquée djingareyber à Tombouctou conçue et réalisée vers 1325 par l'Andalou Grenadin Is'haq Assahili Attouaijan Al-Gharnati, un architecte, poète et diplomate ami de l’empereur du Songhai ou ce qu'on appelait au Moyen Age Imbratouriatou Assoudane Al-Gharbi

mosquée djingareyber à Tombouctou

Tombouctou vers 1830. Au zénith de sa splendeur , elle abritait plus de 100000 habitants comme l'Alger ottoman au 18 ème siècle ou Marseille et Napoli
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك