فوزي سعد الله ..... الجامع الكبير: مسجد قرطبة الجزائري
بواسطة 2014-11-02 23:41:26

فوزي سعد الله
عندما رأى الجامع الكبير النور لأول مرة، كانت مدينة الجزائر لا تزال مجرد قرية صغيرة تعيش من تجارة العسل والسمن والماشية مع الأندلسيين وعدد من المدن المتوسطية.
ثم كبرت هذه القرية ويفعت وأصبحت مدينة ثم عاصمة كبيرة هرمت واختنقت بالبشر والإسمنت المسلح، لكن دون أن تتجرأ على الاعتداء على عظمة هذا الجامع التحفة الذي بقي شامخا بحي البحرية يطل عليها من القرن 11م الذي شهد تأسيسه على أنقاض كنيسة عتيقة.
عصب بني مزغنة
في سنة 1018م كان موجودا في نفس المكان الذي يوجد فيه حاليا، وإذا كان الرحالة المسلم المَقْدِسي لم يذكره في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" إثر زيارته سنة 985م لِمَا أسماه مدينة "بني زغناية"، وهو يقصد بني مزغنة، فإن ذلك يعني أن الجامع لم يكن قد وُلِدَ بَعْد. ولم تظهر آثاره في كتب السلف إلا في وقت لاحق، بحيث كتب عنه البَكْري في "المسَالك والممالك" في النصف الثاني من القرن 11م في سياق وصفه لمدينة الجزائر: "جزائر بني مزغنة مدينة جميلة قديمة البنيان فيها أثار للأول (..) تدل على أنها كانت دار مملكة لسالف الأمم (..) ولها أسواق ومسجد جامع، وكانت (بها) (..) كنيسة عظيمة بقي منها جدار(..) وهي قبلة الشريعة للعيدين".
أبو تاشفين ملك تلمسان دعَّم هذه المؤسسة الدينية العريقة التي كانت تُدعى "الجامع العظيم" بمئذنة جميلة في حوالي سنة 1320/1322م (722هـ) لم يكتمل جمال الجامع إلا بتشييدها.
أثناء مروره بمدينة جزائر بني مزغنة في 1515م في مهمة دبلوماسية، لم يُخْفِ أبو الحسن بن محمد الوَزَّان، المعروف بـ: Léon l`Africain إعجابه بهذا الصَّرْح الديني، إذ كتب عنه بعد سنوات عندما أصبح "مسيحيا" وصديقا للبابا بالفاتيكان بأن "من بين المنشآت الأخرى (في المدينة إلى جانب الفنادق والحمامات…) نجد معبدا أنيقا وعظيما بالقرب من البحر، وأمام هذا المعبد ساحة جميلة بُنِيَتْ فوق جدار المدينة الذي ترتطم به الأمواج".
وكل ما تَغيَّر حاليا لا يتعدى بعض التعديلات المعمارية الطفيفة الناتجة عن عمليات الترميم المتعاقبة وتراجع أمواج البحر بعيدا عن الجامع خلف شارع جيش التحرير منذ أكثر من قرن.
من ملحقات الجامع الكبير التي لم يبق لها أثر اليوم الحديقة الصغيرة التي كانت تُعرف بالجُنَيْنَة في العهد العثماني، المُصَلَّى الخاص بصلاة الجنازة الذي أَلْغَتْهُ الجرافات الاستعمارية من الوجود، والفِنَاء الكبير الذي تم تزيينه منذ سنة 1816م بأربعة مدافع عسكرية.
ويشبه هذا الجامع مسجد قرطبة بالأندلس من حيث تصميمه، كما من حيث تَسْمِيَتِه بـ: "الجامع الأعظم" التي وردت في الوثائق ولا تزال تتردد على بعض الألسنة وفي بعض المؤلفات في مدينة الجزائر كأعمال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي...، خصوصا في تعدد سواريه التي بلغت 72 سارية وكذلك في سقوفه الـ:11. غير أنه يتميز عن بقية المساجد في العالم بتوفره على أقدم منبر يعود تاريخه إلى سنة 407 هجرية، أي أن عمره يقدر بحوالي 1000 سنة.
جهاد وثقافة
في العهد العثماني أحاط بالجامع الكبير، على امتداد حي البحرية، نسيج عمراني جديد وجميل نابع من الفن المعماري المحلي جعل من كل هذه البقعة من مدينة سيدي عبد الرحمن حيا فخما للقصور والفنادق والمقاهي الستة الرئيسية بالمدينة كـ"القهوة الكبيرة" و"القهوة الصغيرة" و"فندق القهوة الكبيرة"...، بالإضافة إلى ميلاد حي جديد وحيوي بالقرب منه يتمثل في حي القيسرية الخاص بالمثقفين والنخبة، حيث كثر فيه الوراقون والمكتبات التقليدية والنسَّاخون وطلاب العلم. كما لايجب أن يفوتنا بأن هذا الجامع كان في ذات الوقت مقرا للقضاء والإفتاء المالكيين، مثلما كان "الجامع الجديد" بالنسبة للحنفية، واحتضن "المجلس العِلْمي" المكوّن من قاضييْن ومفتييْن من المذهبيْن وضابط من الإنكشارية للبت في مشاغل ونزاعات الرَّعِية. أما أحكامه فكانت استشارية يطلبها الطاعنون في أحكام القاضي. كما قام بالوظائف التربوية التعليمية بواسطة مُدَرِّسِيه التسعة عشر، وهذا دون ذِكْر الدور التربوي/الروحي الذي لعبته مدرسة "زاوية الجامع الأعظم"...
اليوم، ذهب كل شيء.. ومنذ الغزو الاستعماري. وزال "البْريسْتيجْ" الثقافي الذي عَمَّرَ هناك طويلا.. بل أصبح أهم جيران هذا المسجد الحضيرة الجديدة للسيارات في عهد إدارة مُقعَّرة لشؤون البلاد لا ترقى حتى إلى مستوى إدارة الحضائر بشكل محترم…
لو تحدث الجامع الكبير عن أسوأ ذكرياته بقصبة الجزائر، التي كانت تنحدر وتمتد حتى ساحل البحر قبل تهديم ثلثيها من طرف الاستعمار، لما تمكن من تفادي الحديث عن القائد الفرنسي فرانسوا دوكان. فَقَدْ حاصر هذا الأخير المدينة بحريًا في سنة 1683م ثم قصفها قصفا عنيفا طيلة أيام تأثرت له كثيرا، ولم تسلم صومعة الجامع الكبير وبعض جدرانه من القذائف التي كانت تتهاطل من سفنه، خصوصا "الجهة القريبة من المحراب". لكن بعد فشل هذه الحملة العدوانية الفرنسية أمام مقاومة سكان "المحروسة"، كلف الداي الحاج حسين ميزومورتو (Mezzo Morto)، أيْ المشلول نصفيا حسبما يعنيه اسمه باللغة الإيطالية، الأسرى والعبيد المسيحيين بترميم ما تم تهديمه بالقذائف الفرنسية وإعادة الجامع العظيم إلى ما كان عليه من شموخ ونضارة، بالضبط كما فعل قَبْله خير الدين بربروس مع الإسبان الذين أضروا بالجامع أثناء قصفهم للمدينة في سنة 1529م من حصن البنيون في البحر. فأعاد الداي ميزومورتو بالتالي لهذا الصرح الديني كرامته بعد أن قذف أثناء المعركة بالقنصل الفرنسي الأب لوفاشي (Levacher) من فوهة المدفع الجزائري العملاق "بابا مرزوق".
أثارت الأضرار البليغة التي لحقت بالجامع الكبير أثناء القصف الفرنسي قلق مثقفي المدينة على محتويات مكتبته القيِّمة من كتبٍ ومخطوطات ثمينة وعريقة، لذلك أمر الداي بترحيلها فورا إلى برج مولاي حسن، أوبرج بوليلة، (Fort L`empreur) بـ: "التاغاران" (الثغرة) لإنقاذها من نيران الحرب، وتم ذلك بواسطة قافلة من الجِمال طيلة ثلاثة أيام كاملة. كما تم إخفاء بعضها لدى بعض الأعيان ونُقِل البعض الآخر منها إلى تونس... لكن لا هذه ولا تلك عادت إلى الجامع الكبير بعد انتهاء المعركة الجزائرية – الفرنسية وعودة الأمن والاستقرار، فهل ستتفضل الحكومة الجزائرية ذات يوم بالبحث عنها واسترجاعها إلى البلاد؟
جامع "اللْويزْ"؟
بعد دخول قوات الاحتلال إلى الجزائر في 1830، قررت الإدارة الاستعمارية بالعاصمة ذات يوم من 1837م أن تضيف رواقا جديدا للجامع الكبير من جهة شارع البحرية تكفل ببنائه "مساجين الكولونيل مارانغو" الذين شيدوا كذلك ما يُعرف إلى اليوم بـ: "حديقة مارانغو". بهذه المناسبة، تم وضع "الحجر الأساسي"، لهذا المشروع بطريقة جدّ خاصة، سوف تتحول إلى مصدر للخرافات والأساطير والإشاعات حتى السنوات الأخيرة من تسعينيات القرن 20م على الأقل.
ويتمثل سرُّ ذلك في كَوْنِ هذا "الحجر الأساسي" كان عبارة عن صندوق صغير يضم في داخله محضر الحفل التأسيسي باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية الذهبية، الفضية والبرونزية، التي تحمل صُوَر الملك لويس فيليب (1830-1845م) ورقم 1836 الذي يشير إلى سنة إصدارها. ثم تمَّ وَضْع هذا الصندوق تحت إحدى السواري الرخامية الجميلة التي لاتزال تسند مدخل الجامع الكبير حتى اليوم.
ونشير إلى أن هذه السَّواري نفسها ليست أصلية في هذا المعلم الديني – التاريخي، لأنها كانت تنتمي لجامع السَّيِّدة الشهير، الذي كان أكبر وأجمل مسجد في قصبة الجزائر وأَوّلَ ما هدَّمه الاستعمار بها في سنة 1832م ليبني في موقعه "فندق لا ريجونْصْ" (Hotel la Régence) بساحة الشهداء. الفندق الذي زال حاليا من الوجود وأصبحت أرضيته محطة لحافلات النقل الحضري. جامع السيدة، بمناسبة الحديث عنه، وَرَدَ أوّل ذِكْرٍ له عبْر التاريخ في عام 1564م وكان حنفياً، وهو الجامع الرسمي الذي يُصَلِّي فيه دايات وسلاطين الجزائر العثمانية، سواء أيام الجمعة أو في غيرها من المناسبات، بِحُكْمِ انتمائهم إلى المذهب الحنفي... وقد شهد لهم الأسير الإسباني دييغو دي هييدو بالمداومة.
قصة هذا الصندوق "التأسيسي" هي، إذن، التي كانت وراء الشائعات التي ترددت حول ما أسماه "راديو الطّروطْوارْ" اكتشاف كنوز من "اللّوِيزْ" تحت سواري الجامع الكبير أحيانا وجامع كتشاوة أحيانا أخرى، قبل أن تُعمَّم هذه الخرافة إلى جامع علي بتشين.
على كلٍّ، مساجد الجزائر كثيرة ومتعددة بلغت 161 مسجدا في أوقات معينة من الحقبة العثمانية من تاريخ البلاد.
وحتى لايشعر أحد منها بالظلم، سوف نذكر على الأقل أسماء البعض منها، وخاصة تلك التي زالت من الوجود، لعل الذاكرة تعيد تسجيلها من جديد في أعماقها السحيقة حتى لا تندثر ذكراها نهائيا وإلى الأبد. وأهمها بعد التي سبق ذكرها: جامع القَشّاشْ، جامع خيدَرْ (خُضْر) باشا الذي بُني في سنة 1596م-1597م على أنقاض جامع الوليّ أبو داوود سليمان القبائلي الذي كان موجودا على الأقل منذ 1567م، جامع شعبان خوجة أو جامع باب الجزيرة الذي بُني في 1693م-1694م، جامع عَبْدي باشا، جامع القصبة في "دار السلطان" أي القلعة، وجامع علي باشا الذي بُني على زاوية سيدي لَكْحَلْ في منتصف القرن 17م وغيرها...
أما أبرز ما بُني في القصبة العليا، أيْ في "الجْبَلْ"، بعد جامع القايَدْ صَفَرْ، اشتهر جامع سيدي مْحَمَّد الشريف الذي انتهت أشغاله في 1543م، جامع سيدي رمضان في الحي الذي يحمل اسمه والذي شُيِّد في 1551م، جامع البلاط في 1590م، مسجد رمضان بن شقْرون في 1647م، مسجد ابن فارس في 1678م، وجامع ميزومورتو في 1685م – 1686م الذي يقع في الحقيقة على الحدود بين "الجْبَلْ" و"الوْطَأ" على يسار الداخل إلى باب عزون، على بعد بضعة خطوات من دكان الإسكافي سيدي منصور وشجرته العجيبة، والذي خُلِّدتْ صورته في العديد من اللّوحات التي أنجزها الرَّسَّامون الأوربيون حول هذا الباب...
لكن لِنَعُدْ إلى "أعظم" بيوت الله هذه في قصبة الجزائر.
على كلٍّ، الجامع الكبير يبقى أعظمُها إذن بتاريخه وجماله وشساعته، وبإشعاعه الثقافي- الروحي، وبدوره في مدينة الجزائر التي قاسمها حلو الحياة ومرّها طيلة العشرة قرون الأخيرة. حيث شاهدها وهي تكبر متنقلة من عفوية القرى وبساطتها ونقاوتها إلى مأساة عاصمة اختلطت عليها الأمور، وغرقت في زحمة الضجيج والفوضى والإسمنت المسلح، واختنقت وسط زحام بشر يقبع في أعماق أفئدتهم الكثير من التلوث... ومع ذلك استفاد قبل أعوام من التفاتة كريمة رممت أجزاءه البالية وجددته ليفتتح قرنا جديدا من عمره. فهنيئا له وأطال الله في عمره.

Al-Djami3 Al-KAbir, la grande mosquée d'Alger construite au10 ème siècle selon un style architectural andalou-Maghrébin.Cette facade a été rajoutée par les autorités coloniales ayant récupéré les Colonnes en marbres que l'on voit ci-contre de la mosquée Assayyida démolie dés 1832 par les colonisateurs et achevée en 1837....Les canons enfoncés par terre sont les canons de l'armée algérienne au temps des Ottomans, c'est ainsi qu'ils connurent leur fin après plus de trois siècle de services rendus très honorablement

Les belles colonnes en marbre de Djami3 Assayyida érigées ici en facade de Djami3 Al-Kabir, et devenues matière de rumeurs et fantasmes sur une existence imaginaire d'un trésor précieux au dessous...Cette rue porte le nom de la rue de la Marine/Chari3 Al-Bahriyyya...une rue légendaire, et cela depuis la période ottomane

Vue générale de Al-Djami3 Al-Kabir à Alger. Remarquons les tuiles à la manière andalou-maghrébine comme à Sidi Boumedienne à Tlemcen ou meme à la mosquée Djami3 sidi Ramdane à la Casbah d'Alger et aussi à Djami3 Qortoba en Al-andalous

Le fameux Djami3 Assayyida, une mosquée hannéfite, datant, au moins, du 16 ème siècle. Voilà ce qui en restait en 1832 après que les chefs militaires de la colonisation française ont décidé de creuser au dessous, de le démolir progressivement sous prétexte de chercher un trésor. Une fois désespérées, les autorités coloniales le laissèrent ainsi jusqu'à 1837 avant de le raser entièrement. En face son minaret, on voit à gauche le fameux Qasr Al-jounaina, palais du Dey ou palais royal d'Alger depuis Salem Ettoumi au début du 16 èmeIci vous etes à peu près à la place des MArtyrs actuelle, près des siècle jusqu'à Ali Khodja dit le Loco, le fou, en 1817. Ali Khodja, c'est lui qui transféra le palais royal à Haoumet El-Bab El-Jedid, précisémént à la citadelle: Al Qasabah...qui a donné son nom à toute la vieille ville d'Alger...Ici, vous etes à la lace des martyres près des arrets de bus eegardant vers Zoudj Auoune et Bab El-Oued...

Djami3 Assayyida en 1830 à la veille de sa démolition par les marchand de civilisations à la française. et derrière Qasr Al-Jounaina...

Djami3 et Ain, fontaine, Sidi Mhammed Echcherif dans la partie haute de la Casbah d'Alger. Un monument religieux des plus anciens de Al-MAhroussa billah datant du début du 16 ème siècle....Cette mosquée existe toujours. Ce quartier fut le quartier de prédilection du grand peintre français Eugène Fromentin durant la 2 ème moitié du 19 ème siècle...

Djami3 Safir, à l'origine Al-Qayed Safar Ibnou Abdillah; un chrétien islamisé et très proche ami de Kheiredine Barberousse. Mosquée édifiée au début du 16 ème siècle et est toujours enn vie... Je crois que mon ami et mon ancien copain de classe Reda Skender au lycée Al-Amir Abdelqader à Bab El-Oued à Alger pourrait nous dire quelque chose sur le passage de son grand père par cette institution religieuse en tant que Imam...

Djami3 Assayyida en 1830
شوهد المقال 2835 مرة
التعليقات (0 تعليقات سابقة):
أضف تعليقك