صحيفة الوطن الجزائري : فوزي سعد الله ..... مدينة الجزائر الوجه الأندلسي فوزي سعد الله ..... مدينة الجزائر الوجه الأندلسي ================================================================================ randi on 03:56 01.10.2014 فوزي سعد الله "...واقترن توسع مدينة الجزائر ونموها المثير في القرن 16م و17م بنمو وازدهار الجاليات الأندلسية والموريسكية التي تدفقت عليها منذ سقوط غرناطة. ألَمْ يقل الباحث اللامع فريد خيَّاري عن هؤلاء اللاجئين في العاصمة الجزائرية إن "الأندلسيين حاضرون في جميع مستويات الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة (…) (وإنَّ Ndlr) ازدهارهم يختصر لوحده ازدهار المدينة"؟ . مجلة "ذِي النّْيُو مُونْثْلِي مَاغَازِينْ" (The New Monthly Magazine)، (المجلة الشهرية الجديدة)، الأنجليزية كتبتْ في عام 1834م في مقال عنوانه "آلْجِيرْزْ" (مدينة الجزائر) تقول: لقد "مَرَّتْ القرونُ (...) قبل أن تكتسب المنطقةَ أهميةً، ولم يحدث بها تَغَيُّرٌ إلى أن طُرِدَ الأندلسيون من إسبانيا واستقر 20 ألفًا منهم هناك وفي الضواحي المحيطة بها؛ وهكذا أصبح أغلب الجزائريين معروفين بأنهم من أصلٍ أندلسي" . وبعد أكثر من قرن من صدور هذا المقال الإنجليزي، جاء تأكيدٌ إضافي على اقتران تَوَسُّع العاصمة الجزائرية وازدهارها بتوافد الجاليات الأندلسية/الموريسكية عليها على لسان وزير الثقافة الجزائري الأسبق الرَّاحل مصطفى الأشرف الذي قال إن "العديد من العناصر المُتَحَفِّزَة وجيِّدة التكوين التي أتت من إسبانيا الإسلامية خلال "حروب الاسترداد" (...) وَضعتْ (العاصمة الجزائرية) في مصاف مدينة ذات بُعد عالمي نَشطة في أكثر من مجال مُضطرة لِشَنِّ هجماتٍ مضادة ضد مَن كانوا، من بين الإسبان وحلفائهم الأوروبيين، يُلاحِقون هؤلاء اللاجئين الوطنيين الأندلسيين حتى على الشواطئ المغاربية باسم محاكم التفتيش العدوانية واللاَّمتسامحة التي أقامها الكاردينال خمينيس وشيشنيروش" . وبعد النزوح الذي أعقب سقوط غرناطة ثم وصول ثوار جبال البشرات ما بين 1569م و1571م والهاربين بجلدهم في قوارب الموت سرا وجهرا يصارعون أمواج البحر التي كانت أمامهم تتحداهم والعدو الذي كان من وراءهم يُطاردهم، جاء الموريسكيون ابتداء من العام 1609م في أعداد عجزت مدينة الجزائر عن استيعابها لضخامتها. وبهذه الموجات الأخيرة اكتملت عملية تَحُّولٍ ديمغرافي عميق كانت له ارتدادات على جميع نواحي الحياة في المدينة، ومن بينها اكتسابها لمسة ديمغرافية ثقافية أندلسية/موريسكية قوية ما زالت آثارها ماثلة إلى اليوم. ولعل هذا ما دفع الدبلوماسي الفرنسي لُوجْيِي دُو تَاسِي (Laugier de Tassy) إلى الكتابة في بداية القرن 18م، بعد حوالي قرنٍ من وصول الموريسكيين إليها، قائلا في أحد مؤلفاته يحمل عنوان Histoire du royaume d’Alger (تاريخ مملكة الجزائر): "في المدينة، لا نكاد نرى سوى الأندلسيين (Maures) الذين طُرِدُوا من إسبانيا...." . أما الباحث الجزائري الممتاز المتخصص في الهندسة المعمارية أحمد مصطفى بن حموش، بعد دراسته لعمران العاصمة الجزائرية العتيقة وتاريخ توسعها، فإنه لا يتردد في القول إنها "تقودنا، إذن، إلى تأكيد حقيقةَ أن نموَّ مدينة الجزائر حَرَّكَهُ الوُفودُ الجماهيريُّ للأندلسيين، وكانت الجزائر (المدينة Ndlr) بالتالي مدينة موريسكية من الناحية العملية" ، رغم أن البُعد الأندلسي القوي لهوية هذه المدينة، بل ولهوية كل البلاد، أصبح اليوم مجهولا إلى الحد الذي يجد فيه الناسُ صعوبةً في تصديق أنهم أندلسيون إلى حدٍّ ما....". ....هَكْذَا وْمَا يَامْنُوشْ!!!!